يعتبر القلق واحدا من أكثر الأمراض انتشارا عبر العالم في وقتنا الراهن، حيث يشعر كل شخص فينا بالقلق من وقت لآخر، فهو جزء طبيعي من حياتنا اليومية، وغالبا ما يكون مرتبطا بتغيرات سلوكية مؤقتة أو مزمنة، وتأثير القلق على الجسد يختلف من شخص لآخر ويعتمد على الكثير من العوامل التي سنتعرف عليها في هذه المقالة.
على المدى القصير، يزيد القلق من التنفس ومعدل ضربات القلب ويزيد من تدفق الدم إلى الدماغ وهذه الاستجابة التي يقوم بها الجسم هي ما تحتاجه أثناء مواجهة موقف صعب.
ومع ذلك، إذا استمرت الحالة لوقت طويل فقد تبدأ بالشعور بالدوار والغثيان، حيث يمكن لحالة القلق المفرطة أو المستمرة أن تؤثر على صحة جسدك ودماغك.
تحدث اضطرابات القلق في أي مرحلة عمرية، لكنها غالبا ما تكون في منتصف العمر، وتكون النساء أكثر عرضة للإصابة من الرجال وذلك حسب المعهد الوطني للصحة العقلية (NIMH).
كما يمكن أن تؤدي تجارب الحياة المتعبة لزيادة خطر الإصابة باضطرابات القلق، حيث يمكن أن تظهر الأعراض مباشرة أو بعد سنوات عديدة، كما تؤدي بعض الأمراض أو تعاطي المخدرات إلى الإصابة به أيضا.
سنتحدث في هذه المقالة عن تأثير القلق على الجسد وسنتعرف على أنواع اضطرابات القلق المختلفة.
عناصر المقالة
أنواع اضطرابات القلق
تشمل اضطرابات القلق الأنواع التالية:
- اضطراب القلق المعمم (GAD)
يتميز اضطراب القلق المعمم بالقلق المفطر دون وجود سبب منطقي لذلك، ويتم تشخصيه عندما يستمر القلق الشديد حول مجموعة متنوعة من الأشياء لمدة ستة أشهر أو أكثر.
عادة ما تكون الأعراض خفيفة ويمكنك أن تكمل أنشطة الحياة اليومية بشكل معتاد، لكن يمكن للحالات الأكثر شدة أن تؤثر على حياتك بشكل كبير.
- اضطراب القلق الاجتماعي
يتضمن هذا الاضطراب خوفا شديدا من المواقف الاجتماعية، مما يترك الشخص وهو يشعر بالخجل والوحدة.
عادة ما يظهر هذا النوع من القلق في عمر 13 عاما، وكثير ما ينتظر الأشخاص المصابون به عشر سنوات أو أكثر قبل أن يطلبوا المساعدة من الطبيب أو أخصائي العلاج النفسي.
- اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)
يتطور هذا الاضطراب بعد مشاهدة أو تجربة شيء صادم، حيث يمكن للأعراض أن تظهر فورا أو بعد عدة سنوات، وتشمل الأسباب الشائعة الحرب والكوارث الطبيعية أو الهجوم الجسدي، ويمكن لنوبات اضطراب ما بعد الصدمة أن تحدث فجأة دون سابق إنذار.
- اضطراب الوسواس القهري (OCD)
يشعر الأشخاص المصابون بالوسواس القهري بالتعب من رغبتهم الشديدة في أداء طقوس معينة مرارا وتكرارا، أو تجربة أفكار غير مرغوبة يمكن أن تكون مزعجة لهم وللآخرين مثل غسل اليدين باستمرار أو عد الأشياء بصوت مرتفع، كما تشمل الهواجس الشائعة مخاوف حول النظافة والحاجة إلى تناسق الأشياء حول المريض.
- الرهاب
يشمل هذا الاضطراب الخوف من الأماكن الضيقة (رهاب الأماكن المغلقة) والخوف من المرتفعات (رهاب المرتفعات) وغيرها الكثير، حيث يكون لدى المصاب دافع قوي لتجنب قيامه بأمور مختلفة أو تواجده في مواقف معينة.
- اضطراب الهلع
يمكن أن يسبب نوبات من الهلع ومشاعر عفوية من القلق أو الرعب أو الخوف من الموت الوشيك، كما تشمل الأعراض الجسدية خفقان القلب وألم في الصدر وضيق في التنفس، ويمكن لهذه النوبات أن تحدث في أي وقت، كما يمكن أن يكون هناك اضطراب آخر من اضطرابات القلق لدى المريض.
تأثير القلق على الجسد وأعضاء الجسم
يؤثر القلق بشكل كبير على جسم الإنسان وأجهزته الداخلية بشكل كبير، وتشمل هذه التأثيرات ما يلي:
- الجهاز العصبي المركزي
يمكن أن يؤثر القلق ونوبات الهلع طويلة الأمد على إفراز الجسم لهرمونات التوتر بشكل منتظم، مما يؤدي إلى تكرار ظهور الأعراض مثل الصداع والدوخة والاكتئاب.
فعندما تشعر بالقلق والتوتر، يغمر دماغك الجهاز العصبي بالهرمونات والمواد الكيميائية المصممة لمساعدتك على الاستجابة للتهديد أو الموقف الذي تمر به مثل الأدرينالين والكورتيزول.
إن التعرض لهرمونات التوتر على المدى القصير مفيد في حالات التوتر الشديدة العرضية، لكن يمكن أن يكون أكثر ضررا على الجسم على المدى الطويل، مثلا يمكن أن يساهم التعرض طويل الأمد للكورتيزول في زيادة الوزن.
- الجهاز القلبي الوعائي
يمكن أن تسبب اضطرابات القلق سرعة دقات القلب وخفقانه وألما في الصدر، كما ترفع خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب المختلفة.
- الجهاز الهضمي
يؤثر القلق أيضا على الجهاز الهضمي، فقد يسبب الغثيان والإسهال وآلاما في المعدة كما يمكن أن يؤدي إلى فقدان الشهية.
يمكن أن يكون هناك علاقة بين اضطرابات القلق وتطور متلازمة القولون العصبي (IBS) والتي تؤدي غالبا إلى ظهور أعراض هضمية مختلفة مثل الإقياء والإسهال والإمساك.
- الجهاز المناعي
عادة ما يؤدي شعورك بالقلق في الحالات العادية إلى تهيئة جسدك للاستجابة للتوتر أثناء الطيران أو القتال مثلا، حيث يسبب إفراز مجموعة من الهرمونات والمواد الكيمائية في الجسم مثل الأدرينالين.
على المدى القصير يسبب ذلك زيادة معدل ضربات القلب والتنفس حتى يتمكن الدماغ من الحصول على المزيد من الأوكسجين والدم، بعدها يعود الجسم إلى طبيعته.
لكن إذا كنت تشعر بالتوتر والقلق بشكل متكرر أو استمر لفترة طويلة، لن يستطيع الجسم أن يعود إلى حالته الطبيعية، مما يؤدي إلى إضعاف جهاز المناعة لديك، وتصبح أكثر عرضة للإصابة بالعدوى الفيروسية أو الجرثومية والأمراض المتكررة.
كما يمكن أن يؤدي ذلك إلى عدم استجابة جسك لبعض اللقاحات التي يحصل عليها للوقاية من الأمراض.
- الجهاز التنفسي
يؤدي الشعور بالقلق إلى زيادة معدل التنفس، كما يمكن أن يسبب تفاقم أعراض بعض الأمراض التنفسية مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD) ومرض الربو.
تأثيرات أخرى للقلق
يمكن أن تسبب اضطرابات القلق أعراضا أخرى وتشمل:
- الصداع
- الشد العضلي
- الأرق
- الاكتئاب
- العزل الاجتماعي
إذا كنت تعاني من اضطراب ما بعد الصدمة، فقد تعاني من تذكر أشياء حدثت في الماضي وتعيشها مرارا وتكرارا، ويمكن أن تشعر بالغضب والخوف ومنعزلا عاطفيا، كما يمكن أن تعاني من الرؤية الكوابيس والأرق والحزن.