يعاني الكثير من الأشخاص من التوتر والإجهاد نتيجة ضغوط الحياة اليومية، وكثيرا ما يؤثر هذا التوتر على جسم الإنسان ويسبب له الكثير من الأضرار كما ان للتوتر علاقة وثيقة بتساقط الشعر.
أثبتت الدراسات في الآونة الأخيرة أن الإجهاد والتوتر العاطفي يرتبطان بنوع واحد على الأقل من أنواع تساقط الشعر.

اقرء ايضا: أفضل زيت للشعر لجميع انواع الشعر

علاقة التوتر بتساقط الشعر

تتواجد في فروة الرأس عند الإنسان البالغ حوالي (100,000) بصيلة شعر، مع ملاحظة أن هذا العدد يختلف اعتمادا على لون الشعر، وكل بصيلة من هذه البصيلات تمر خلال دورة حياتها بطورين اثنين هما طور النمو الذي يعرف باسم (Anagen) وطور الراحة الذي يدعى (Telogen).

غالبا ما تكون بصيلات الشعر في طور النمو، أي أنها تكون في معظم الوقت ضمن هذا الطور، وعندما تدخل في طور الراحة، يحدث تساقط الشعر.

أثناء نوبة تساقط الشعر الكربي، يتسبب التوتر أو الإجهاد الحاصل في حدوث تحول مفاجئ وغير طبيعي للشعر إلى طور الراحة.

هناك الكثير من الأحداث السلبية التي نتعرض لها في حياتنا اليومية، مثل فقدان شخص عزيز علينا أو حالات الطلاق، وغالبا ما تؤثر هذه الأحداث بشكل سلبي على الجسم وخاصة على الشعر، في حين أن بعض الأحداث مثل تعرضنا ليوم سيء في العمل قد لا تسبب آثارا كبيرة على الجسم.

لاحظ الباحثون أن الإجهاد الشديد والتوتر النفسي الثانوي الناتج عن الإصابة بفيروس كورونا (Covid-19) يمكن أن تؤدي إلى حدوث نوع من تساقط الشعر.

ولاختبار العلاقة بين الإجهاد المزمن والتوتر وتساقط الشعر، عرض الباحثون الفئران بشكل مصطنع للصوت العالي (شكل من أشكال الإجهاد النفسي الاجتماعي) ووجدوا أنه تسبب في الإنهاء المبكر لطور النمو، وبدء مرحلة الراحة.

أيدت هذه الدراسة وجود علاقة بين التوتر بعطل الدورة الطبيعية لبصيلات الشعر و بتساقط الشعر .

علاقة التوتر بتساقط الشعر

علامات تساقط الشعر الكربي

يكون تساقط الشعر المرتبط بالتوتر أو ما يعرف بتساقط الشعر الكربي مفاجئا ويحدث بمناطق واسعة من فروة الرأس أي لا ينحصر في جزء معين كمقدمة الرأس أو المنطقة الخلفية كما يكون مؤقتا أي لا يستمر لفترة طويلة ويتوقف تساقط الشعر بانتهاء التوتر أو الإجهاد الذي تعرض له الشخص.

  • البداية المفاجئة

يتميز تساقط الشعر الكربي ببداية مفاجئة لتساقط الشعر، لكن لا يبدأ هذا التساقط إلا بعد حوالي ثلاثة أشهر من الحدث السيء الذي تعرضت له، فبمجرد دخول بصيلات الشعر لمرحلة الراحة قبل الوقت الطبيعي لهذه المرحلة، تحتاج البصيلات إلى فترة حوالي ثلاثة أشهر لاكتمال دورة حياتها ويحدث بعدها تساقط الشعر.

يعتبر الإجهاد المزمن والتوتر أحد الأسباب الرئيسية لتساقط الشعر الكربي، كما يمكن لبعض الأدوية وبعض الأمراض الشديدة وحتى الولادة أن تؤدي إلى حدوث نوبة تساقط الشعر.

  • واسع الانتشار

يتميز تساقط الشعر الكربي عن غيره م حالات تساقط الشعر بانتشاره على منطقة واسعة من فروة الرأس، في حين يشير تساقط الشعر غير المنتظم أو تساقط الشعر من منطقة معينة من فروة الرأس إلى أمراض أخرى مثل داء الثعلبة أو تساقط الشعر الأنثوي.

يلاحظ الأشخاص الذين يعانون من تساقط الشعر الكربي حدوث زيادة مفاجئة من تساقط الشعر أثناء الاستحمام، أو على غطاء وسادة النوم أو في أنحاء المنزل، كما يلاحظون فرقا واضحا في بعض تسريحات الشعر كتسريحة ذيل الحصان التي تبدو بشكل أٌقل سماكة من الشعر الطبيعي.

يعتبر تساقط حوالي (100-200 ) شعرة يوميا أمرا طبيعيا، لكن العدد الدقيق يختلف من شخص لآخر ويعتمد على نمط الحياة وعلى أسلوب العناية بالشعر المتبع، في حين أنه في حالة تساقط الشعر الكربي قد تصل نسبة تساقط الشعر إلى حوالي (50%) من عدد البصيلات، لكنها على الأغلب لا تؤدي إلى حدوث حالة من الصلع الكامل.

  • تساقط مؤقت

عادة ما يكون تساقط الشعر الكربي مؤقتا، ويعود بعد فترة من الزمن إلى كثافته الطبيعية قبل بدء التساقط، لكن هذه العملية غالبا ما تكون بطيئة، وقد يستغرق الأمر شهورا عدة قبل أن يتوقف تساقط الشعر، ومن ثم شهورا إلى عدة سنوات قبل أن يبدأ الشعر المفقود بالنمو مرة أخرى وبمعدل بطيء يصل إلى حوالي (2.54 سم) في الشهر.

في بعض الحالات لا يعود الشعر بالكامل إلى كثافته الطبيعية، كما يمكن أن يكون تساقط الشعر الكربي مزمنا ويستمر لعدة سنوات، كما يمكن أن يكشف تساقط الشعر الكربي عن أنواع أخرى من تساقط الشعر طويل الأمد مثل تساقط الشعر الأنثوي، ومن المتوقع أن تنخفض كثافة الشعر الإجمالية ببطء مع تقدم العمر وخاصة عند النساء التي تتراوح أعمارهن بين (30-60)عاما.

علاقة التوتر بتساقط الشعر
  • طرق الحماية من تساقط الشعر الكربي

على الرغم من تقدم العلم في الوقت الراهن، لم يجد الباحثون طريقة مثبتة لمنع أو إيقاف نوبة تساقط الشعر الكربي، بل ستتوقف لوحدها مع مرور الوقت في أغلب الأحيان.

ومع ذلك، هناك بعض النصائح التي يقدمها الباحثون للعناية بالشعر بشكل عام مثل الاعتماد على نظام غذائي متوازن، وعلى وجه الخصوص تناول كمية كافية من البروتينات بما يعادل (0.8 جرام/ كجم/ يوم)، حيث يتكون الشعر بشكل أساسي من البروتينات (الكيراتين)، لذلك يعتبر الحصول على كمية وافية من البروتين أمرا ضروريا للحفاظ على الشعر ونموه.

تأكد أيضا من تجنب تسريحات الشعر المشدودة جدا أو تصفيف الشعر باستخدام الحرارة العالية أو العلاجات الكيميائية، حيث يمكن أن تساهم في تساقط الشعر أو تسبب تقصفه.

كما أن الاهتمام بالصحة العاطفية وممارسة تمارين التأمل يساعد في خفض التأثيرات السلبية للتوتر والإجهاد.

إذا كان تساقط الشعر الذي تعاني منه مزمنا أو حدث في منطقة معينة من فروة الرأس أو كان مترافقا باحمرار أو حكة أو ألم، عليك طلب الاستشارة الطبية من طبيب الأمراض الجلدية.