الاكتئاب هو اضطراب مزاجي وعقلي يشمل مجموعة من المشاعر المختلفة كالحزن والغضب والتي تتداخل مع أنشطة الحياة اليومية.

وهو من الاضطرابات الشائعة حول العالم، حيث يقدر مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) أن 8.1% من البالغين في الولايات المتحدة والذين تبلغ أعمارهم 20 عاما وأكثر عانوا من الاكتئاب لمدة أسبوعين على الأقل بين عامي 2013-2016.

يعاني الأشخاص من الاكتئاب بطرق مختلفة، حيث تتداخل أعراضه مع أعمال الحياة اليومية مما يؤدي إلى ضياع الوقت وانخفاض إنتاجية العمل، كما يمكن أن يؤثر على العلاقات العامة بين الناس كما يؤثر على بعض الحالات الصحية المزمنة.

قد يهمك: كل ما تود معرفته حول الزنك لعلاج الاكتئاب

تشمل الحالات التي يمكن أن تزداد سوءا بسبب الاكتئاب ما يلي:

  • التهاب المفاصل
  • الربو
  • أمراض القلب والأوعية الدموية
  • السرطان
  • داء السكري
  • البدانة

من المهم أن ندرك أن الشعور بالإحباط في بعض الأحيان هو أمر طبيعي في حياتنا اليومية، فالأحداث المحزنة والمزعجة تحدث للجميع، لكن إذا كان هذا الشعور يرافق شخصا ما بشكل منتظم ولفترات طويلة، يمكننا القول عندها أنه يعاني من الاكتئاب.

يعتبر الاكتئاب حالة طبية يمكن أن تزداد سوءا دون علاج مناسب، وغالبا ما يشعر أولئك الذين يحصلون على العلاج في وقت مبكر بالتحسن خلال أسابيع قليلة.

أعراض الاكتئاب

 الاكتئاب

يمكن أن يكون الاكتئاب أكثر من مجرد حالة مستمرة من الحزن أو الشعور بالكآبة، فهو يسبب مجموعة متنوعة من الأعراض، التي يؤثر بعضها على المزاج وبعضها الآخر يؤثر على الجسم، وتكون هذه الأعراض إما مستمرة أو تظهر بين فترة وأخرى، وقد لاحظ الأطباء أن هناك اختلافا في الأعراض بين الرجال والنساء وحتى الأطفال.

يعاني الرجال من مجموعة من الأعراض المختلفة والتي تشمل:

  • تغير الحالة المزاجية كالشعور بالغضب والعدوانية والتهيج والقلق والأرق
  • تغير الحالة العاطفية وزيادة الإحساس بالفراغ والحزن واليأس
  • تغيرات في السلوك كفقدان الاهتمام وعدم الرغبة بالقيام بالنشاطات اليومية والشعور بالتعب بسهولة.
  • زيادة التفكير بالانتحار والإفراط في تناول المشروبات الكحولية وتعاطي المخدرات
  • انخفاض الرغبة الجنسية وضعف الأداء الجنسي
  • انخفاض القدرات العقلية مثل عدم القدرة على التركيز وتأخر الردود أثناء المحادثات وصعوبة متابعة المهام اليومية
  • اضطرابات النوم مثل الأرق والنعاس المفرط
  • زيادة الشعور بالتعب والألم والصداع واضطرابات الجهاز الهضمي

كما تعاني النساء من مجموعة من الأعراض والتي تشمل:

  • تغيرات في الحالة المزاجية مثل التهيج
  • تغيرات في الحالة العاطفية مثل الشعور بالحزن والفراغ والقلق واليأس
  • تغيرات في السلوك مثل فقدان الاهتمام بالقيام بالنشاطات المختلفة والانعزال الاجتماعي وأفكار الانتحار
  • تغيرات في القدرات العقلية مثل التفكير أو التحدث بشكل خاطئ أمام الناس
  • تغيرات في النوم مثل صعوبة النوم طوال الليل والاستيقاظ الباكر أو النوم لفترات طويلة
  • تغيرات في الصحة البدنية مثل لشعور بالتعب وزيادة الألم والصداع والتشنجات
  • تغيرات في الشهية وتغير الوزن

أما الأطفال فيعانون من مجموعة من الأعراض وتشمل:

  • تغيرات في المزاج مثل التهيج والغضب والبكاء وتقلب المزاج بين فترة وأخرى
  • تغيرات في الحالة العاطفية مثل الشعور بعدم الكفاءة (الشعور بعدم القدرة على فعل شيء بالشكل الصحيح) واليأس والبكاء والحزن الشديد
  • تغيرات في السلوك مثل الوقوع في مشاكل في المدرسة أو عدم الرغبة في الذهاب إليها وتجنب الأصدقاء والأخوة
  • تغيرات في القدرات المعرفية والعقلية مثل صعوبة التركيز وتراجع الأداء المدرسي وهبوط في درجات الامتحانات
  • اضطرابات في النوم مثل النوم لفترات طويلة أو عدم القدرة على النوم في الليل
  • مشاكل جسدية مثل فقدان الطاقة واضطرابات الجهاز الهضمي وتغيرات في الشهية وفقدان الوزن أو السمنة

أسباب الاكتئاب

 الاكتئاب

هناك عدة أسباب محتملة للشعور بالاكتئاب ، يمكن أن تكون هذه الأسباب بيولوجية أو ناتجة عن ظروف معينة.

تشمل الأسباب الشائعة للإصابة بالاكتئاب ما يلي:

  • تاريخ العائلة المرضي

حيث تزاد فرص الإصابة بالاكتئاب في حال إصابة أحد أفراد العائلة بالاكتئاب أو اضطراب مزاجي آخر.

  • صدمة الطفولة المبكرة

تؤثر بعض الأحداث التي تحدث في مراحل الطفولة المبكرة على طريقة استجابة الجسم للخوف والمواقف العصبية الأخرى.

  • بنية الدماغ

يزداد خطر الإصابة بالاكتئاب إذا كان هناك إصابة في الفص الأمامي للدماغ، لكن لم يتمكن العلماء من تحديد ما إذا كان هذا يحدث قبل أو بعد ظهور الإصابة بالاكتئاب.

  • بعض الحالات الطبية

يزاد خطر الإصابة بالاكتئاب نتيجة الإصابة ببعض الأمراض المزمنة أو الأرق أو الآلام المزمنة أو اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD).

  • تعاطي المخدرات أو الكحول

يمكن أن يسبب تعاطي المخدرات أو الكحول إلى زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب، حيث أشارت الأبحاث إلى أن حوالي 21% من الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات أو الكحول يعانون من أعراض الاكتئاب

 بالإضافة إلى هذه الأسباب، تشمل عوامل الخطر الأخرى للاكتئاب ما يلي:

  • تدني احترام الذات أو النقد الذاتي
  • التاريخ الشخصي للأمراض العقلية
  • بعض الأدوية
  • الأحداث المجهدة مثل فقدان أحد الأحباء أو المشاكل الاقتصادية أو الطلاق

يمكن أن تؤثر العديد من العوامل على الشعور بالاكتئاب ، وكذلك على من يصاب بهذه الحالة ومن لا يصاب بها.

غالبا ما تتعلق أسباب الاكتئاب بحالتك الصحية والنفسية، ومع ذلك فقد لا يتمكن الأطباء من تحديد سبب دقيق لإصابة الشخص بالاكتئاب.

تشخيص الاكتئاب

لا يوجد اختبار دقيق لتشخيص الاكتئاب، ولكن يقوم الطبيب بتحديد التشخيص اعتمادا على الأعراض التي تظهر على الشخص وبناء على التقييم النفسي للمريض، وفي معظم الحالات يقوم الطبيب بطرح عدد من الأسئلة حول عدة أمور منها: المزاج والشهية ونمط النوم ومستوى النشاط اليومي والأفكار التي تراود المريض.

وبما أن الإكتئاب يرتبط بالعديد من المشاكل الصحية، يقوم الطبيب أيضا بإجراء مجموعة من الفحوصات البدنية والتحاليل الدموية، حيث يمكن أن تؤدي مشاكل الغدة الدرقية أو نقص فيتامين D مثلا إلى ظهور أعراض الاكتئاب.

عندما تبدأ أعراض الإكتئاب بالظهور لديك، ولم تتحسن حالتك المزاجية أو ازدادت سوءا، يجب عليك استشارة الطبيب، فالاكتئاب مرض خطير من أمراض الصحة العقلية وقد تحدث العديد من المضاعفات إذا ترك بدون علاج، وتشمل هذه المضاعفات:

 الاكتئاب
  • زيادة الوزن أو فقدانه
  • الآلام الجسدية
  • مشاكل تعاطي المخدرات
  • نوبات الذعر والخوف
  • مشاكل في العلاقات الاجتماعية
  • العزل الاجتماعي
  • الأفكار الانتحارية
  • الأذية النفسية

أنواع الاكتئاب

يصنف الإكتئاب إلى عدة فئات حسب شدة الأعراض، حيث يعاني بعض الأشخاص من نوبات خفيفة ومؤقتة، بينما يعاني البعض الآخر من نوبات حادة ومستمرة.

هناك نوعان رئيسيان من الاكتئاب هما: اضطراب الاكتئاب الشديد أو الحاد واضطراب الاكتئاب المستمر.

  • اضطراب الاكتئاب الحاد أو الشديد

من أكثر أشكال الإكتئاب حدة، ويتميز بمشاعر مستمرة من الحزن واليأس والشعور بعدم القيمة ولا تختفي هذه المشاعر لوحدها بل بحاجة إلى العلاج والمتابعة من الطبيب.

لكي يتم تشخيص الإصابة بالاكتئاب الحاد أو الشديد، يجب توافر 5 أو أكثر من الأعراض التالية خلال أسبوعين:

  • الشعور بالاكتئاب معظم اليوم
  • فقدان الاهتمام بمعظم الأنشطة العادية
  • فقدان أو زيادة الوزن بشكل كبير
  • كثرة النوم أو عدم القدرة على النوم
  • تباطؤ التفكير أو الحركة
  • الإرهاق وانخفاض طاقة الجسم معظم الأيام
  • الشعور بانعدام القيمة أو الشعور بالذنب
  • فقدان التركيز أو التردد
  • تكرار أفكار الموت أو الانتحار
  • اضطراب الاكتئاب المستمر(PDD)

وكان يطلق عليه اسم الاكتئاب الجزئي، وهو نوع معتدل من الاكتئاب ولكنه ذو أعراض مزمنة تستمر لفترة طويلة.

من اجل تشخيص هذا النوع من الاكتئاب، يجب أن تستمر الأعراض لمدة عامين على الأقل، ولهذا نجد أن اضطراب الاكتئاب المستمر يؤثر على حياة الشخص أكثر من الاضطراب الحاد كونه يستمر لفترات طويلة.

وتشمل الإصابة باضطراب الاكتئاب المستمر مجموعة من الأعراض التالية:

  • فقدان الاهتمام بالنشاطات اليومية
  • الشعور باليأس
  • نقص الإنتاجية
  • عدم احترام الذات

علاج الاكتئاب

 الاكتئاب

إن التعايش مع مرض الاكتئاب يعد أمرا صعبا للغاية، والعلاج الذي يقدمه الطبيب يمكنه أن يحسن من حالتك الصحية ويساعدك على مواجهة المرض.

يشمل علاج الاكتئاب مجموعة مختلفة من العلاجات الطبية إلى جانب تغييرات في نمط الحياة، وقد يلجأ الطبيب إلى نوع واحد أو أكثر وذلك اعتمادا على حالة المريض وتطور المرض لديه.

  • الأدوية

تستخدم العديد من الأدوية في علاج الاكتئاب وتشمل: مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة ومضادات القلق ومضادات الذهان، ولكل نوع منها العديد من الفوائد والمخاطر المحتملة.

  • العلاج النفسي

يمكن للمعالج النفسي أن يقدم المساعدة للمريض على تعلم مهارات التعامل مع المشاعر السلبية، كما يمكن الاستفادة من جلسات العلاج الأسري أو الجماعي.

  • العلاج الضوئي

يساعد التعرض لجرعات من الضوء الأبيض في تنظيم حالة المريض المزاجية وتحسين أعراض الاكتئاب، حيث يشيع استخدام العلاج بالضوء في الاضطراب العاطفي الموسمي، والذي يسمى اضطراب الإكتئاب الرئيسي مع الأنماط الموسمية.

  • العلاجات البديلة

هناك العديد من علاجات الطب البديل التي يمكن الاستعانة بها في معالجة الإكتئاب كالوخز بالإبر أو التأمل كما يمكن استخدام بعض المكملات العشبية أيضا مثل نبتة سانت جون وزيت السمك.

يجب استشارة الطبيب قبل تناول أي نوع من أنواع المكملات أو الجمع بينها وبين الأدوية التي يصفها الطبيب أثناء علاج الاكتئاب نتيجة التداخلات الدوائية التي يمكن أن تحدث، فمن الممكن أن تؤدي هذه التداخلات إلى تفاقم الإكتئاب أو تقليل فعالية الدواء.

  • ممارسة الرياضة

تساعد التمارين الرياضية المنتظمة على زيادة إنتاج الجسم لهرمون الإندورفين، وهو من الهرمونات التي تعمل على تسحين المزاج.

  • تجنب الكحول والمخدرات

إن تناول الكحول أو المخدرات يمكن أن تشعر الشخص بالتحسن لفترة قصيرة، لكن آثارها الجانبية على المدى الطويل تجعل من أعراض الاكتئاب والقلق أكثرا سوءا.

  • تعلم كيف تقول لا

يمكن أن يؤدي الشعور بالإرهاق إلى تفاقم أعراض القلق والاكتئاب، لذلك يمكن أن يساعد وضع حدود في حياتك المهنية والشخصية على الشعور بالتحسن.

  • الاهتمام بصحة الجسم

إن الاهتمام بصحة الجسم كالحصول على قسط كاف من النوم واتباع نظام غذائي صحي وتجنب الأشخاص السلبيين والمشاركة في أنشطة اجتماعية متعددة يمكن أن يحسن كثيرا من أعراض الاكتئاب.

في بعض الأحيان لا يستجيب الإكتئاب للعلاج بالأدوية، لذلك يمكن أن يوصي الطبيب بخيارات علاج أخرى مثل العلاج بالصدمات الكهربائية (ECT) أو التحفيز المغناطيسي المتكرر عبر الجمجمة (RTMS) لعلاج الإكتئاب وتحسين الحالة المزاجية.

  • العلاج الطبيعي للاكتئاب

يتضمن الخط العلاجي الأول في معالجة الاكتئاب مجموعة من الأدوية بالإضافة إلى تغييرات في نمط الحياة، لكن بالإضافة إلى ذلك هناك العديد من العلاجات البديلة أو المكملات التي يمكن للمريض أن يستفيد منها لتحسين حالته الصحية، لكن علينا معرفة أن الدراسات التي أجريت حول هذه العلاجات لم تكن كافية ولم يظهر تأثيرها على الاكتئاب سواء كان تأثيرا جيدا أو سيئا.

  • المكملات الغذائية

هناك العديد من المكملات الغذائية أو العشبية التي لها بعض التأثير الإيجابي على أعراض الإكتئاب وتشمل:

  • نبتة سانت جون: تستخدم هذه النبتة في أوروبا لعلاج الإكتئاب لكن لم تتم الموافقة عليها في الولايات المتحدة
  • S- أدينوسيل- L- ميثيونين (SAMe): أحد المركبات الكيميائية المستخدمة في علاج الإكتئاب، حيث شوهدت التأثيرات بشكل أفضل عند الأشخاص الذين يتناولون مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) وهي نوع من مضادات الإكتئاب التقليدية.
  • ü     5-هيدروكسي تريبتوفان (5-HTP): يرفع هذا المركب من مستويات السيروتونين في الدماغ مما يخفف من أعراض الاكتئاب، ويحصل الجسم على هذا المركب نتيجة استهلاك التربتوفان وهو حمض أميني يدخل في صناعة البروتينات.
  • أحماض أوميغا-3 الدهنية: هذه الدهون الأساسية مهمة جدا لنمو الجهاز العصبي وصحة الدماغ، وتساعد في تقليل أعراض الإكتئاب.
  • الزيوت الأساسية:

تعتبر الزيوت الأساسية علاجا طبيعيا شائعا للعديد من الحالات الطبية، ويمكن الاستفادة منها في علاج الإكتئاب ومن هذه الزيوت التي يمكن الاستفادة منها:

  • الزنجبيل البري: استنشاق رائحة الزنجبيل القوية ينشط مستقبلات السيروتونين في الدماغ، مما يؤدي إلى تثبيط إفراز الهرمونات المسببة للتوتر.
  • البرغموت (الليمون العطري): يستفاد من زيته العطري الحمضي في تخفيف القلق عند المرضى الين سيدخلون إلى غرفة الجراحة، كما يمكن أن تساعد في تخفيف حالات القلق الناتجة عن الاكتئاب.

هناك بعض الزيوت الأخرى مثل زيت البابونج ويزت الورد التي تملك تأثيرا مهدئا عند استنشاقها لفترات قصيرة.

قد يهمك: أعراض نقص فيتامين د النفسية – هل نقص فيتامين د يسبب لك الاكتئاب؟

  • الفيتامينات

تعتبر الفيتامينات من العناصر الغذائية الهامة للعديد من وظائف الجسم الحيوية، وتشير الأبحاث إلى أن هناك نوعان من الفيتامينات مفيدين بشكل خاص في تخفيف أعراض الاكتئاب وهما:

فيتامين B6-B12: من الفيتامينات الضرورية لصحة الدماغ، عندما تنخفض مستوياتهما يرتفع خطر الإصابة بالاكتئاب.

فيتامين D: يطلق عليه أيضا فيتامين أشعة الشمس، لأنها تساعد الجسم على تركيبه، ويعتبر من الفيتامينات الضرورية لصحة الدماغ والقلب والعظام، ولاحظ الباحثون انخفاض تراكيزه عند الأشخاص المصابين بالاكتئاب.

  • الوقاية من الاكتئاب

يعتبر الاكتئاب من الأمراض التي من الصعب التعرف على أسبابها وكيفية حدوثها، وبالتالي يعتبر مرضا من الصعب الوقاية منه.

لكن عند تعرض الشخص لنوبة الاكتئاب، يصبح قادرا على منع حدوث نوبة مستقبلية من خلال التعرف على تغيرات نمط الحياة والعلاجات المفيدة.

يمكن للشخص الذي تعرض لنوبة من الاكتئاب أن يقوم بعدة أمور تساعده على تجنب النوبة التالية مثل: التمارين الرياضية المنتظمة، والحصول على قسط كاف من النوم وتناول الدواء بانتظام، وتخفيف التوتر وبناء علاقات اجتماعية قوية مع الآخرين.

  • الاكتئاب ثنائي القطب

يحدث الاكتئاب ثنائي القطب في أنواع معينة من الاضطرابات العصبية ثنائية القطب، حيث يعاني الأشخاص المصابون بهذا النوع من الاضطرابات العصبية من تقلبات مزاجية كبيرة، فنوبات الاضطراب ثنائي القطب من النمط الثاني مثلا، تتراوح عادة بين نوبات الهوس عالية الشدة إلى نوبات الاكتئاب منخفضة الشدة.

قد يعاني الأشخاص المصابون بالاضطراب ثنائي القطب من تقلبات مزاجية كبيرة. نوبات الاضطراب ثنائي القطب 2 ، على سبيل المثال ، تتراوح عادة من نوبات الهوس ذات الطاقة العالية إلى نوبات الاكتئاب ذات الطاقة المنخفضة.

أما الأشخاص المصابون بالاضطراب ثنائي القطب من النط الأول، فهم يعانون من نوبات الهوس فقط دون الاكتئاب.

تشكل أعراض الاكتئاب عند الأشخاص المصابين بالاضطراب ثنائي القطب ما يلي:

  • فقدان الاهتمام والاستمتاع بالأنشطة العادية
  • الشعور بالقلق أو الحزن أو الفراغ أو التوتر
  • صعوبة في إنجاز المهمات اليومية
  • كثرة النوق أو عدم القدرة على النوم أبدا
  • زيادة الوزن أو نقصانه نتيجة زيادة الشهية أو نقصانها
  • التفكير بالموت أو الانتحار

إذا تمت معالجة الاضطراب ثنائي القطب بشكل جيد، تصبح نوبات الإكتئاب والهوس أقل حدة.

  • الاكتئاب والقلق

يمكن أن يحدث الإكتئاب والقلق عند المريض بنفس الوقت، حيث أظهرت الأبحاث أن أكثر من 70% من الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الإكتئاب لديهم أعراض القلق.

على الرغم من أن كلا من المرضين ناتجين عن أسباب مختلفة، إلا انه ينتج عنهما الكثير من الأعراض المتشابهة، وتشمل هذه الأعراض ما يلي:

  • التهيج
  • صعوبة في التركيز وضعف في الذاكرة
  • اضطرابات النوم

كما يمكن معالجة كلا من القلق والاكتئاب عن طريق العلاج السلوكي المعرفي أو عن طريق الأدوية أو عن طريق العلاجات البديلة مثل التنويم المغناطيسي.

  • اضطراب الوسواس القهري (OCD)

يعتبر اضطراب الوسواس القهري نوعا من أنواع اضطرابات القلق، ينتج عنه أفكارا ودوافع وخاوف غير مرغوب بها وغالبا ما تكون متكررة على شكل هواجس.

تدفعك هذه المخاوف إلى القيام بسلوكيات أو طقوس متكررة (قهرية) تأمل من خلالها أن تخفف من التوتر الناجم عن الوساوس.

كثيرًا ما يجد الأشخاص المصابون بالوسواس القهري أنفسهم في حلقة من الوساوس والأفعال القهرية، فإذا كانت لديك هذه السلوكيات، فقد تشعر بالعزلة بسببها حيث يؤدي ذلك إلى الابتعاد عن الأصدقاء والمواقف الاجتماعية، مما قد يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب.

غالبا ما يصاب الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الوسواس القهري بالاكتئاب أيضا، حيث أشارت إحدى الدراسات إلى أن هناك حوالي 80% من المصابين بالوسواس القهري لديهم أعراض شديدة من الإكتئاب.

  • الاكتئاب ومرض الذهان

من الممكن أن يعاني الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بالاكتئاب الشديد من أعراض اضطراب عقلي آخر يسمى الذهان، وعندها يطلق على هذا المرض اسم الذهان الاكتئابي.

يؤدي الذهان الاكتئابي في رؤية الشخص المصاب به أو سماع أو تصديق أشياء غير حقيقية، كما يعاني الشخص من مشاعر الحزن واليأس والتهيج.

إن الإصابة بهذا النوع من الاضطرابات العقلية هو أمر خطير، حيث يتعرض الشخص لأوهام غير حقيقية تجعله يفكر في الانتحار طوال الوقت كما تدفعه إلى المشاركة في تجارب خطيرة قد تودي بحياته.

ليس من الواضح حتى الآن ما هو سبب هذه الحالة، لكن العلاج يمكن أن يخفف الأعراض بنجاح عن طريق الأدوية والعلاج بالصدمات الكهربائية (ECT).

قد يهمك: أعراض اكتئاب ما بعد الولادة والأسباب

  • الاكتئاب أثناء الحمل

يعتبر الحمل من الأحداث الهامة في حياة الإنسان، وقد لاحظ الباحثون ارتفاع إصابة النساء الحوامل بالاكتئاب خلال الأعوام الماضية، وتشمل أعراض الإكتئاب خلال الحمل ما يلي:

  • تغيرات في الشهية وعادات تناول الطعام
  • الشعور باليأس
  • القلق
  • عدم الاهتمام بالقيام بالأنشطة اليومية.
  • الحزن المستمر
  • ضعف في التركيز
  • اضطرابات النوم مثل الأرق أو النوم لفترات طويلة
  • أفكار الموت أو الانتحار

ويتركز علاج الإكتئاب خلال الحمل على العلاج النفسي والمكملات الطبيعية المختلفة التي لا تؤثر على الحمل.

لا تعتبر الأدوية التي تستخدم في علاج الإكتئاب آمنة أثناء الحمل، لذلك يوصي الأطباء بالبحث عن خيار بديل لمعالجة الإكتئاب حتى بعد حدوث الولادة، لأن مخاطر الإكتئاب يمكن أن تستمر بعد ولادة الطفل وهذا ما يسمى بالاكتئاب ما بعد الولادة الرئيسي.

الكحول
  • الاكتئاب والكحول

أثبتت الدراسات وجودة علاقة وثيقة بين شرب الكحول والاكتئاب، فالأشخاص المصابون بالاكتئاب هم أكثر عرضة لشرب كميات كبيرة من الكحول.

وفقا لدراسة أجريت عام 2012، فإن 63.8% من البالغين المدمنين على الكحول يعانون من الاكتئاب.

إن شرب الكحول بشكل متكرر يمكن أن يجعل أعراض الإكتئاب أسوأ، والأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب هم أكثر عرضة لإدمان الكحول أو الاعتماد عليه.

الخاتمة

يعتبر الاكتئاب من الاضطرابات العقلية واسعة الانتشار حول العالم، ويمكن لهذا الاضطراب أن يكون مؤقتا، أو أن يكون تحديا طويل المدى. تعتبر الأدوية المستخدمة في علاج الإكتئاب علاجا عرضيا أي أنها لا تؤدي إلى التخلص من الاكتئاب بشكل دائم وإنما تعمل على تخفيف الأعراض أو التقليل من تكرار نوبات الإكتئاب، وتجعل الأعراض أكثر قابلية للتحكم بها.