الصرع هو اضطراب مزمن يسبب نوبات متكررة ومجهولة السبب، والنوبة عبارة عن تدفقات مفاجئة للنبضات الكهربائية في الدماغ، وهو شائع إلى حد ما حيث يصيب حوالي 65 مليون شخص حول العالم، ويمكن لأي شخص أن يكون معرضا لهذا المرض، لكنه أكثر شيوعا عند الأطفال وكبار السن، كما أنه يحدث عند الذكور بنسبة أعلى قليلا من الإناث.
هناك نوعان رئيسيان من النوبات، النوبات العامة والتي تؤثر على الدماغ بكامله، والنوبات البؤرية أو الجزئية والتي تؤثر على جزء واحد أو منطقة معينة فقط من الدماغ.
تؤدي النوبات القوية إلى حدوث تقلصات وتشنجات عضلية لا يمكن السيطرة عليها، وتستمر إلى عدة دقائق أحيانا، أثناء حدوث هذه النوبات تحدث أعراض عند البعض كالارتباك أو يفقدون الوعي ولا يتذكرون  حدوث أي شيء بعد الاستيقاظ، وفي بعض الحالات يكون من الصعب التعرف على النوبات الخفيفة حيث تستمر لبضع ثوان فقط وقد تفقد الوعي خلالها أحيانا.
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي لحدوث هذه النوبات مثل: ارتفاع درجة الحرارة وصدمات الرأس وانخفاض سكر الدم وأعراض انسحاب الكحول من الجسم.
تعتمد الادوية وعلاجات الصرع بشكل كبير على شدة أعراض وصحة الجسم ومدى الاستجابة للعلاج

قد يهمك: فوائد زبدة القنب وكيفية صنعها وطهيها منزليا

ما هي أعراض الصرع ؟

تعتبر النوبات هي العرض الرئيس للصرع وتختلف الأعراض من شخص لآخر حسب نوع النوبة.

أعراض وعلاجات الصرع
  1. النوبات البؤرية أو الجزئية:

تقسم هذه النوبات إلى قسمين هما النوبات البؤرية البسيطة والمعقدة حيث تشمل أعراض كل منهما ما يلي:

  • أعراض النوبات البؤرية البسيطة ونلاحظ أنها لا تتضمن حدوث فقدان للوعي:
  • حدوث تغيرات في حاسة التذوق أو الشم أو البصر أو السمع أو اللمس
  • الدوار
  • التنميل ووخز في الأطراف
  • أعراض النوبات البؤرية المعقدة والتي يمكن أن يحدث خلالها فقدان للوعي:
  • التحديق في الفراغ
  • عدم وجود ردود فعل
  • القيام بمجموعة من الحركات المتكررة
  • النوبات العامة أو الشاملة:

تؤثر هذه النوبات على كامل مناطق الدماغ ولها ستة أنواع:

  • نوبات الصرع المترافقة مع فقدان الوعي: ويطلق عليها اسم نوبات الصرع الصغيرة، يسبب هذا النوع من النوبات حركات متكررة مثل عض الشفاه والتحديق بالفراغ وحدوث الوميض، وعادة ما يكون هناك فقدان قصير للوعي.
  • نوبات الصرع التوتري: تؤدي إلى حدوث صلابة وتيبس في العضلات.
  • نوبات الصرع الارتخائي: تؤدي إلى فقدان السيطرة على العضلات وحدوث سقوط مفاجئ على الأرض.
  • نوبات الصرع الارتعاشي: تتميز بحركات متكررة وتشنجية لعضلات الوجه والرقبة والذراعين.
  • نوبات الصرع الرمعية العضلية: تتميز بارتعاش سريع وعفوي في عضلات الذراعين والساقين.
  • نوبات الصرع الرمعية التوترية: ويطلق عليها أيضا نوبات الصرع الكبير وتشمل على مجموعة من الأعراض مثل: تصلب الجسم واهتزازه وفقدان السيطرة على المثانة أو الأمعاء وعض اللسان والغياب عن الوعي.

بعد حدوث النوبات بشكل عام، لا يتذكر الشخص المصاب الأحداث التي يتعرض لها خلال النوبة وقد يشعر بقليل من التعب والإرهاق لبضع ساعات.

ما هي أسباب نوبة الصرع ؟

لم يتم حتى الآن تحديد الأشياء التي تؤدي إلى حدوث نوبات الصرع المختلفة، لكن نتيجة الاستطلاعات التي أجريت على بعض المرضى استطاع الأطباء تحديد بعض الأمور المشتركة والتي تسبب حدوث النوبات بشكل عام مثل: قلة النوم ارتفاع درجات الحرارة وخاصة عند الأطفال والأضواء الساطعة واللامعة وبعض أنماط الأشكال وتناول بعض الدوية والمنشطات مثل الكافيين والكحول وتخطي بعض الوجبات الغذائية أو الإفراط في تناول الطعام أو مكونات غذائية معينة.

لكن على الرغم من ذلك، فإن حدوث نوبة واحدة نتيجة تعرض الشخص لمسبب معين لا يعني أنه المسبب الوحيد، فغالبا ما تكون هناك مجموعة من العوامل التي تشترك مع بعضها مما يؤدي إلى حدوث النوبات، لذلك ومن الطرق الجيدة في معرفة هذه المسببات هي الاحتفاظ بمفكرة صغيرة تساعدك على تحديد مسببات النوبة، حيث تقوم بعد كل نوبة بتسجيل ما يلي: الوقت والتاريخ والنشاط الذي كنت تشارك فيه وماهي الأحداث التي كانت تجري من حولك من مشاهد وروائح وأصوات غير عادية ونوعية الطعام الذي كنت تتناوله وحالتك الجسدية والنفسية ومقدار النوم الذي حصلت عليه في الليلة الماضية.

كما يمكنك استخدام هذه المفكرة لتحديد ما إذا كانت الأدوية التي تتناولها تحسن من حالتك، من خلال تسجيل ما تشعر به قبل نوبات الصرع وبعدها مباشرة أو أي آثار جانبية تشعر بها، وإن اصطحاب هذه المفكرة معك عند مراجعة الطبيب قد يكون مفيدا في تعديل جرعة الدواء أو البحث عن أدوية أخرى أكثر فعالية.

هل يعتبر الصرع مرضا وراثيا؟

أشار العلماء في أبحاثهم إلى وجود حوالي (500) مورثة جينية مرتبطة بمرض الصرع، ويشار إلى قابلية الشخص لتعرضه إلى نوبات الصرع بما يسمى (عتبة نوبات الصرع)، حيث إن انخفاض هذه العتبة يدل على أن الشخص أكثر عرضة لحصول نوبات الصرع لديه وكلما ارتفعت اكثر كلما انخفضت قابلية الشخص للتعرض للنوبات.

وأشارت الدراسات الإحصائية التي أجريت حول مرض الصرع إلى أن هناك بعض العائلات التي يمكن أن يصاب فيها أكثر من شخص واحد بالصرع، ولكن تبقى احتمالية انتقاله وراثيا عبر الآباء والأمهات إلى الأبناء في حدودها الدنيا.

بشكل عام تبلغ نسبة الإصابة بالصرع لشخص يبلغ من العمر 20 عاما حوالي (1%)، وفي حالة إصابة أحد الوالدين نتيجة عامل وراثي ترتفع هذه النسبة لتبلغ (2-5%)، بينما إذا كانت الإصابة ناتجة عن سبب آخر مثل السكتة الدماغية أو نتيجة إصابة في منطقة الرأس فإن هذه النسبة تبقى منخفضة.

لا يؤثر الصرع بشكل عام على قدرة النساء على إنجاب الأطفال، ولكن بعض الأدوية المستخدمة في علاج النوبات يمكن أن تؤثر على حياة الجنين، لذلك إذا كنت ترغبين بالحمل فعليك عدم التوقف عن تناول الأدوية بشكل مباشر، والتحدث مع طبيبك قبل الحمل أو بمجرد معرفتك بحصول الحمل.

أعراض وعلاجات الصرع

ما هي أسباب الصرع ؟

من الصعب أن يتم تحديد الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بمرض الصرع لكن وجد الأطباء مجموعة متنوعة من الأسباب التي تلعب دورا رئيسيا في حدوث النوبات وتشمل هذه الأسباب المحتملة ما يلي:

  • إصابات الدماغ.
  • الندبات التي تحصل بعد الإصابات في الدماغ (صرع ما بعد الصدمة).
  • بعض الأمراض الخطيرة أو ارتفاع الحرارة الشديد غير المعالج.
  • السكتة الدماغية، وهي سبب رئيسي للصرع عند الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 35 عاما.
  • أمراض الأوعية الدموية.
  • نقص الأكسجين في الدماغ.
  • الكيسات أو الأورام الدماغية.
  • الخرف أو مرض الزهايمر.
  • استخدام بعض الأدوية أثناء فترة الحمل أو حالات الجروح ما قبل الولادة أو تشوه الدماغ عند الجنين أو نقص الأكسجين عند الولادة.
  • الأمراض المعدية مثل مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) أو التهاب السحايا.
  • اضطرابات النمو أو الاضطرابات الوراثية أو الأمراض العصبية.

يمكن أن تحدث الإصابة بمرض الصرع في أي مرحلة عمرية، ولكن يتم التشخيص عادة في مراحل الطفولة المبكرة أو عند كبار السن وخاصة فوق عمر الستين عاما، ويمكن أن تتطور الإصابة نتيجة تعرض الشخص لبعض المؤثرات البيئية المحيطة.

كيف يتم تشخيص الصرع ؟

في حال تعرضك لنوبة مفاجئة عليك باستشارة الطبيب في أسرع وقت ممكن، قد لا تكون هذه النوبة ناتجة عن مرض الصرع وإنما من الممكن أن تكون من أعراض مشكلة طبية خطيرة، حيث يقوم الطبيب بتدقيق تاريخك الطبي والأعراض التي حدثت مما يساعد في تحديد الاختبارات التي يجب القيام بها، حيث من المتوقع أن تخضع لاختبار القدرات الحركية والأداء العقلي.

ومن أجل وضع تشخيص للصرع، يجب استبعاد جميع الحالات الأخرى التي تسبب حدوث النوبات، وسيقوم الطبيب بعمل مجموعة من اختبارات الدم التي تساعده في الكشف عن بعض الأمراض مثل: الأمراض المعدية ووظائف الكبد والكلى ومستويات السكر في الدم ومن ضمن التحاليل أيضا التعداد الكامل وكيمياء الدم.

يعتبر مخطط كهربائية الدماغ (EEG) هو الاختبار الأكثر استخدما في تشخيص حالة الصرع، حيث يتم ربط أقطاب كهربائية بفروة الرأس، ويطلب منك أن تقوم بأداء حركات معينة، وفي بعض الحالات يتم إجراء الاختبار أثناء النوم، ويتم من خلاله مراقبة التغيرات في أنماط الموجات الدماغية.

كما يمكن لاختبارات التصوير الشعاعية أن تكشف عن الأورام وغيرها من التشوهات التي يمكن أن تكون سببا في حدوث النوبات وتشمل هذه الاختبارات:

الأشعة المقطعية (CT scan) والتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET) والتصوير المقطعي المحوسب بانبعاث فوتون واحد (SPECT).

الادوية

كيف يتم علاج الصرع ؟

يمكن لمعظم المصابين بالصرع أن يتحكموا بشكل كبير في النوبات التي يتعرضون لها، حيث تعتمد الخطة العلاجية بشكل كبير على شدة الأعراض وصحة الجسم ومدى الاستجابة للعلاج، وتشمل بعض خيارات العلاج ما يلي:

  • الأدوية المضادة للصرع (مضادات الاختلاج): يمكن لهذه الأدوية أن تقلل من عدد النوبات أو توقفها بشكل تام لكن يجب الالتزام التام بالجرعة الموصوفة من قبل الطبيب.
  • محفزات العصب المبهم: وهو العصب العاشر من مجموعة الأعصاب القحفية يملك العديد من الوظائف الحسية والحركية، ويتم تحفيزه عن طريق وضع جهاز بشكل جراحي تحت الجلد في منطقة الصدر، يقوم هذا الجاهز بتحفيز العصب الذي يمر عبر الرقبة كهربائيا مما يساعد في منع النوبات.
  • النظام الغذائي المولد للكيتون: أكثر من نصف الأشخاص الذين لا يستجيبون بشكل فعال للأدوية، يعتمدون على هذا النظام الغذائي عالي الدهون ومنخفض الكربوهيدرات.
  • العمليات الجراحية: من الممكن أن تخضع المنطقة المصابة في الدماغ للإزالة أو التعديل.

ما زال البحث عن علاجات جديدة مستمرا دون توقف، وأحد هذه العلاجات الواعدة والتي من الممكن أن تكون متاحة في المستقبل هي التحفيز العميق للدماغ، حيث يتم زراعة أقطاب كهربائية في الدماغ، ووضع جهاز مولد في منطقة الصدر يقوم بإرسال نبضات كهربائية إلى الدماغ مما يساعد في تقليل النوبات، كما يجري البحث في الوقت الراهن على جهاز يشبه جهاز تنظيم ضربات القلب، يقوم بالتحقق من نمط الموجات الدماغية ويرسل شحنات كهربائية أو دواء لوقف حدوث النوبة.

ما هي الأدوية المستخدمة في علاج الصرع ؟

تعتبر مضادات الصرع (مضادات الاختلاج) الخط الأول في معالجة الصرع، حيث تساعد هذه الأدوية على التخفيف من تواتر وشدة النوبات، مع ملاحظة أن هذه الأدوية لا تقوم بوقف النوبة أثناء حدوثها ولا تعتبر علاجا للمرض بحد ذاته.

يتم امتصاص الدواء عن طريق المعدة وينتقل عبر مجرى الدم إلى الدماغ، حيث يؤثر على مجموعة من النواقل العصبية والتي تعمل على تقليل النشاط الكهربائي للدماغ الذي يؤدي إلى حدوث النوبة، ثم يتم طرحها عن طريق الجهاز البولي.

تشمل أدوية الصرع الشائعة ما يلي:

  • Levetiracetam (Keppra)
  • Lamotrigine (Lamictal)
  • Topiramate (Topamax)
  • Valproic acid (Depakote)
  • Carbamazepine (Tegretol)
  • Ethosuximide (Zarontin)

تتوفر هذه الأدوية بشكل عام على شكل أقراص أو سائل أو عن طريق الحقن ويتم تناولها مرة أو مرتين يوميا، حيث ستبدأ بأقل جرعة ممكنة، ويمكن تعديلها إلى أن نصل إلى الجرعة المطلوبة والتي تعطي التأثير الفعال، ويجب الانتباه إلى تناول هذه الأدوية في وقتها وبشكل مستمر ولا يتم إيقافها بشكل مباشر إلا بعد مراجعة الطبيب المختص.

تسبب هذه الأدوية مجموعة من الأعراض الجانبية غير المرغوبة ونادرة الحدوث مثل: الإعياء والدوار والطفح الجلدي وضعف التنسيق ومشاكل في الذاكرة كما تسبب أحيانا الاكتئاب والتهاب الكبد أو الأعضاء الأخرى.

تختلف أعراض الصرع من شخص لآخر، كما تختلف طريقة العلاج أيضا، ولوحظ أيضا وجود استجابة عالية لهذه الأدوية من قبل المرضى البالغين، أما عند الأطفال فقد أشارت الدراسات إلى توقف حدوث النوبات بشكل تام وتوقفهم عن تناول الدواء.

هل تعتبر العمليات الجراحية أحد الخيارات المستخدمة في علاج الصرع ؟

يعتبر العلاج عن طريق الأدوية هو الخط الأول في معالجة الصرع لكن كما هو الحال في العديد من الأمراض يلجأ الأطباء إلى العلاج الجراحي في حال عدم استجابة المريض للدواء، وفي هذه الحالة يعتبر الاستئصال هو الجراحة الأكثر شيوعا في علاج الصرع.

تتضمن هذه العملية إزالة جزء من الدماغ من المكان الذي تبدأ فيه النوبات، ومن أشهر الأماكن التي تبدأ فيها النوبات هي الفص الصدغي، وهو منطقة مهمة من القشرة المخية مسئولة عن الاحتفاظ بالذكريات البصرية ومعالجة المدخلات الحسية و فهم اللغة  وتخزين الذكريات الجديدة و المشاعر، وفي هذه الحالة سوف تبقى مستيقظا وذلك حتى يتمكن الأطباء من التحدث إليك وتجنب إزالة أي جزء من هذه المنطقة والذي يتحكم بوظائف مهمة مثل الرؤية أو السمع أو الكلام أو الحركة.

أما إذا كانت المنطقة المسؤولة عن حدوث النوبات كبيرة أو مهمة بحيث لا يمكن استئصالها، فيلجأ الأطباء إلى إجراء آخر يسمى القطع متعدد الأقسام حيث يقوم الجراحون بعمل جروح صغيرة في المنطقة المستهدفة بهدف قطع مسار العصب مما يؤدي إلى منع انتشار النوبات إلى مناطق أخرى من الدماغ، وبعد هذه العملية يتمكن المريض من تخفيف الأدوية المضادة للنوبات أو حتى التوقف نهائيا عن تناولها.

تعتبر المعالجة الجراحية خطا أساسيا في معالجة معظم حالات الصرع، لكنها مثل باقي العمليات الجراحية تتضمن العديد من المخاطر مثل: رد القعل السيء على التخدير والنزيف وحدوث العدوى، كما يمكن أن تؤدي الجراحات الدماغية إلى حدوث بعض التغيرات المعرفية لذلك عليك مناقشة إيجابيات وسلبيات جميع هذه الإجراءات مع الطبيب وأن تطلب رأي طبيب ثان قبل اتخاذك القرار النهائي.

التوصيات الغذائية للأشخاص المصابين بالصرع:

الاهتمام بالنظام الغذائي وسيلة مهمة وفعالة في معالجة العديد من الأمراض، وغالبا ما يوصى بالنظام الغذائي الكيتوني عند الأطفال المصابين بالصرع، ويعتمد هذا النظام على تناول وجبات غذائية منخفضة الكربوهيدرات عالية الدهون مما يجبر الجسم على استخدام الدهون للحصول على الطاقة بدلا من الجلوكوز، وارتفاع تركيز الأجسام الكيتونية مما يساعد في التقليل من حدوث النوبات.

ويتطلب هذا النظام توازنا صارما بين الدهون والكربوهيدرات والبروتينات، لذلك من الأفضل متابعة هذا الأمر مع اختصاصي التغذية ويجب مراقبة الأطفال بشكل دقيق من قبل الطبيب المعالج أثناء فترة المعالجة.

بالنسبة للمراهقين والبالغين المصابين بالصرع، فينصح الأطباء باتباع حمية أتكنز المعدلة (modified Atkins diet) وتعتمد على تناول طعام ذو نسبة عالية من البروتينات والدهون ومنخفض الكربوهيدرات، حيث وجدت الدراسات أن حوالي (50%) من البالغين المصابين بالصرع والذين يعتمدون على حمية أتكنز في نظامهم الغذائي، لاحظوا انخفاض عدد النوبات التي يتعرضون لها وتمكنوا من ملاحظة النتائج خلال بضعة أشهر.

يعتبر الإمساك أحد الآثار الجانبية شائعة الحدوث في هذا النظام الغذائي بسبب ارتفاع نسبة الدهون وانخفاض كمية الألياف فيها، لذلك عليك التحدث إلى طبيبك قبل البدء بأي نظام غذائي جديد وتأكد من حصولك على المغذيات الحيوية بشكل كاف.

سعر لوائح نيوه منخفض الكربوهيدرات والغنية بلبروتين على موقع أمازون

هل هناك علاقة بين الصرع والسلوك؟

يميل الأطفال المصابون بالصرع إلى وجود مشاكل التعلم والسلوك، ويعانون من عدم القدرة على التواصل مع المحيط أكثر من غيرهم إلا أن هذه المشاكل لا ترتبط ارتباطا وثيقا بالصرع بل ربما تكون نتيجة أمراض أخرى، حيث يعاني حوالي (15-35%) من الأطفال ذوي الإعاقة الذهنية من الصرع.

يعاني بعض الأشخاص من تغير في السلوك في الدقائق أو الساعات التي تسبق حدوث النوبة، وقد يكون هذا مرتبطا بنشاط الدماغ الكهربائي غير الطبيعي الذي يسبق حدوث النوبة وتشمل هذه التغيرات: عدم الانتباه والتهيج وفرط النشاط والعدوانية، كما يعاني الأطفال المصابون بالصرع من حالة عدم الثقة بالنفس، حيث يعتبر حدوث نوبة  مفاجئة أمام الأصدقاء أو زملاء الدراسة أمرا مرهقا يؤدي إلى القيام بتصرفات سيئة أو الانسحاب من الحياة الاجتماعية.

لكن معظم الأطفال مصابون بالصرع يتأقلمون مع حالتهم مع مرور الوقت فيما يمكن أن يستمر الخلل الاجتماعي إلى مرحلة البلوغ، حيث يعاني (30-70%) من المصابين بالصرع من الاكتئاب أو القلق أو كليهما.

وتعتمد معالجة هذه المشاكل السلوكية على نوع المشكلة، ويمكن التحكم بها عن طريق الأدوية المضادة للصرع أو العلاج الأسري أو الانضمام إلى مجموعات الدعم المختلفة التي تعمل على مساعدة المريض على التأقلم مع مرضه.

التأقلم والتعايش مع مرض الصرع:

الصرع هو اضطراب مزمن يمكن أن يؤثر على أجزاء كثيرة من حياتك اليومية، حيث من غير المتوقع معرفة موعد حدوث النوبات، وبهذا تصبح العديد من الأنشطة اليومية مثل عبور شارع مزدحم أمرا خطيرا.

وتشمل الإصابة بالصرع على العديد من المضاعفات الخطيرة مثل : التلف الدائم للدماغ أو الوفاة نتيجة النوبات الشديدة التي تستمر لأكثر من 5 دقائق، وتكرار حدوث النوبات دون استعادة الوعي فيما بينها، والموت المفاجئ غير المبرر والذي يصيب حوالي (1%) من المصابين بالصرع حول العالم.

لذلك، بالإضافة إلى زيارات الطبيب المنتظمة واتباع خطة العلاج المناسبة لك، إليك بعض النصائح التي يمكنك القيام بها لمساعدتك على التكيف مع هذا المرض:

  • احتفظ بمفكرة صغيرة للنوبات تساعدك في تحديد المحفزات المحتملة حتى تتمكن من تجنبها.
  • ضع على معصمك سوار تنبيه طبي حتى يعرف الأشخاص ما يجب فعله إذا كانت تعاني من النوبة ولا تستطيع التحدث.
  • قم بتعليم الأشخاص المقربين إليك بشأن النويات وما يجب فعله في حالات الطوارئ.
  • اطلب المساعدة المهنية لحالات الاكتئاب والقلق وانضم إلى مجموعات الدعم المختلفة.
  • اعتن بصحتك جيدا من خلال اتباع نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة بانتظام.

هل يوجد علاج للصرع ؟

لا يوجد حتى الآن علاج فعلي لمرض الصرع، وكل العلاجات المتوفرة في الوقت الحالي هي معالجات عرضية أي تعمل على تخفيف تواتر النوبات وحدتها، لكن التشخيص المبكر للمرض يمكن أن يحدث فرقا كبيرا في المعالجة على المدى القصير.

يمكن أن تؤدي النوبات الطويلة وغير المعالجة إلى حدوث تلف في الدماغ، وكما تزيد من خطر الوفاة المفاجئة غير المبررة.

تؤدي المعالجة الجراحية لمرضى الصرع إلى الحد من تواتر النوبات بشكل كبير أو توقفها بشكل تام، حيث وجدت الأبحاث أن (81%) من المرضى الذين خضعوا لعملية جراحية تخلصوا من النوبات بشكل تام بعد 6 أشهر من خضعوهم للعملية، وأن (72%) من المرضى لم تحدث لهم نوبات بعد 10 سنين من العملية.

على الرغم من عدم وجود علاج فعل لمرض الصرع في الوقت الراهن، إلا أن التشخيص المبكر والمعالجة الدوائية المنتظمة يمكن أن تحسن كثيرا من حالتك الصحية وتمارس حياتك بشكل طبيعي.

حقائق وإحصاءات حول مرض الصرع:

يعاني حوالي 65 مليون شخص من مرض الصرع حول العالم، حيث يصاب في الولايات المتحدة وحدها حوالي 150 ألف شخص سنويا بهذا المرض المزمن.

هناك حوالي 500 مورثة ترتبط بشكل مباشر أو غير مباشر بمرض الصرع، ومع هذا فإن خطر الإصابة بالصرع قبل أن يصبح عمرك (20) عاما منخفض جدا ويصل إلى (1%)، فيما ترتفع هذه النسبة قليلا في حال إصابة أحد الوالدين لتصل إلى (2-5%).

تعتبر السكتة الدماغية هي المسبب الرئيسي لمرض الصرع عن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن (35) عاما، ومع هذا فإن 6 أشخاص من كل 10 مصابين لا يمكن تحديد أسباب حدوث النوبات لديهم.

يعاني حوالي (15-30%) من الأطفال ذوي الإعاقة الذهنية من الصرع، فيما يعاني حوالي (30-70%) من المصابين بالصرع من أعراض الاكتئاب أو القلق أو كليهما.

يتعرض حوالي (1%) من المرضى المصابين بالصرع لحالات من الموت المفاجئ غير المبرر.

يستجيب حوالي (60-70%) من المرضى لأول دواء مضاد للصرع يستخدمونه بشكل فعال، ويمكن لحوالي (50%) التوقف عن تناول الأدوية بعد سنتين إلى 5 سنوات من توقف النوبات.

يعاني ثلث المصابين بالصرع من نوبات لا يمكن السيطرة عليها نتيجة التشخيص المتأخر أو عدم استخدام الدواء المناسب، فيما يشعر أكثر من نصف المصابين والذين لا يستجيبون للأدوية بالتحسن مع اتباع حمية الكيتون، وأشار نصف البالغين الذين يعتمدون على حمية أتكنز المعدلة أن لديهم نوبات أقل بعد اتباعهم لهذه الحمية خلال فترة قصيرة.