كثيرا ما نشعر بالتوتر والانفعال وزيادة الطاقة في جسمنا عند مواجهتنا لتهديد ما أو أمر طارئ مثل حادث سيارة استطعت تفاديه بصعوبة بالغة أو مكالمة هاتفية تفيد بأن طفلك أصيب بحادث ما أو عند محاولتك الوصول إلى موعد مهم.
وعندما نمر بمثل هذه الأحداث في حياتنا اليومية، تعمل الغدد الكظرية الموجودة أعلى الكليتين على إنتاج هرمون الكورتيزول وتحريره في الدم، ويسبب هذا الهرمون والذي يطلق عليه غالبا اسم (هرمون التوتر) أضرار عديدة منها زيادة في معدل ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم.
قد يهمك: تعرف على العديد من فوائد الرمان للبشرة والشعر والصحة
يطلق على مجموعة الأمور التي تحدث لجسدك عند مواجهة تهديد ما أو في حالة التوتر (استجابة الهروب أو القتال) وهي ردة الفعل الطبيعية التي يقوم بها الجسم عند مواجهة تهديد ما أو في حالات التوتر، هذه الاستجابة الطبيعية التي يقوم بها الجسم أبقت البشر على قيد الحياة لآلاف السنين.
يتم إنتاج الكورتيزول بشكل طبيعي في الجسم عند الاستيقاظ في الصباح الباكر أو عند ممارسة الرياضة، ويمكن أن تساعد المستويات الطبيعية للكورتيزول في تنظيم ضغط الدم ومستويات السكر في الدم وحتى في تقوية القلب، كما يلعب الكورتيزول دورا في تحسين الذاكرة و يحسن من فعالية جهاز المناعة ويقلل الشعور بالألم.
يعاني الكثير مننا من ضغوط الحياة اليومية ونشعر بالتوتر والانفعال في كثير من الأحيان وهذا من الأمور الطبيعية في ظل الظروف الحالية التي نمر بها، لكن ما يثير القلق هو التعرض الدائم لهذا التوتر والضغط بشكل مزمن، حيث يصبح الجسم غير قادر على الاستجابة بشكل طبيعي وتبدا بعض الأعراض المزعجة وحتى الخطيرة بالظهور مثل:
- الإعياء
- التهيج
- الصداع
- مشاكل معوية مثل الإمساك أو الانتفاخ أو الإسهال
- القلق أو الاكتئاب
- زيادة الوزن
- ارتفاع ضغط الدم
- صعوبة التعافي من الأمراض
- قلة النوم
- انخفاض الرغبة الجنسية أو ضعف الانتصاب أو مشاكل الإباضة المنتظمة أو تغيرات في الدورة الشهرية
عناصر المقالة
آلية عمل الكورتيزول
عندما تفرز الغدد الكظرية الكورتيزول في مجرى الدم، يعمل على زيادة مستويات الجلوكوز في الدم والذي يوفر مصدرا سريعا للطاقة للعضلات، كما يقوم بتثبيط إنتاج الأنسولين مما يؤدي إلى وقف تخزين الجلوكوز والعمل على استخدامه كمصدر للطاقة.
كما يعمل الكورتيزول على تضيق الشرايين، وبمساعدة هرمون الإبينفرين الذي يعمل على رفع معدل ضربات القلب، يؤدي ذلك إلى زيادة مستوى ضخ الدم بقوة أكبر وأسرع مما يساعد الجسم على الاستجابة السريعة لحالة التوتر أو التهديد.
وعندما يشعر الجسم بانتهاء حالة التوتر مثل اكتشافك أن طفلك بخير أو وصولك إلى موعدك المهم في الوقت المناسب أو بعد تجنبك لحادث سير أليم فإن مستويات الكورتيزول تعود إلى مستوها الطبيعي في الجسم.
التأثيرات الضارة لمستويات الكورتيزول العالية
في حالة تعرض الجسم لحالة من التوتر أو الإجهاد المؤقت ترتفع مستويات الكورتيزول إلى حد معين تساعد فيه الجسم على الاستجابة السريعة، وما يلبث أن يعود إلى تراكيزه الطبيعية بعد ذلك، لكن في حالة التوتر والإجهاد المزمن فإن الجسم يقوم بإنتاج الكورتيزول بشكل مستمر، وهذا له أضرار عديدة من تأثيرات سلبية ومشاكل صحية للجسم.
1. زيادة مستويات السكر في الدم:
يساعد الأنسولين الخلايا على امتصاص الجلوكوز وتحويله إلى طاقة يستفاد منها الجسم، ونتيجة لارتفاع مستويات الكورتيزول في الدم يؤدي لحصول أضرار كتثبيط إنتاج الأنسولين من البنكرياس تبقى مستويات السكر مرتفعة في الدم ولا تحصل الخلايا على السكر الذي تحتاجه من أجل القيام بعملها.
2. زيادة الوزن:
عندما تصبح خلايا الجسم في حاجة إلى الطاقة ولا تستطيع الحصول عليها، ترسل إشارات إلى الدماغ بأنك تشعر بالجوع وتحتاج إلى تناول الطعام، حيث يمكن أن تؤدي إشارات الجوع الكاذبة إلى زيادة الرغبة في تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية والإفراط في تناول الطعام وبالتالي زيادة الوزن، حيث يتم تخزين الجلوكوز غير المستخدم على شكل دهون في الجسم، وأشارت الدراسات إلى أن هناك علاقة وثيقة بين ارتفاع مستويات الكورتيزول وزيادة تناول الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية وخاصة عند النساء..
3. تثبيط جهاز المناعة:
يساعد الكورتيزول ضمن مستوياته الطبيعية في تخفيف الحالة الالتهابية في الجسم، لكن إذا بقيت تراكيزه مرتفعة بشكل مستمر فإن ذلك يؤدي إلى تثبيط جاهز المناعة في الجسم، حيث تكون أكثر عرضة للإصابة بنزلات البرد والأمراض المعدية، وزيادة خطر الإصابة بالسرطان وأمراض المناعة الذاتية كما يمكن أن تصاب بالحساسية الغذائية.
4. اضطرابات الجهاز الهضمي:
عندما يتعرض الجسم لتهديد ما، فإنه يقوم بإيقاف العمليات الحيوية الأقل أهمية مثل عملية الهضم، لكن في حالة التعرض المستمر لهذا التهديد أو تعرضك للإجهاد المزمن، لن يستطيع الجهاز الهضمي القيام بهضم الطعام أو امتصاصه جيدا.
وليس من قبيل المصادفة أن تزداد حالات الإصابة بالقرحة الهضمية عند الأشخاص المعرضين للتوتر والإجهاد بشكل مزمن، كما أشار العديد من الأشخاص المصابين بالتهاب الكولون أو متلازمة الكولون العصبي إلى قدرتهم على التحكم بالأعراض بشكل أفضل عندما يحصلون على قسط من الراحة ويبتعدون عن مصادر التوتر والتعب.
5. أمراض القلب والأوعية الدموية:
يمكن أن يؤدي تضيق الشرايين وارتفاع ضغط الدم إلى تلف الأوعية الدموية وتراكم الترسبات على جدران الشرايين، مما يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالنوبة القلبية أو السكتات الدماغية.
ما الذي يجب عليك فعله
راجع طبيبك إذا كنت تعاني من أعراض الإجهاد المزمن، حيث يقوم الطبيب بإجراء اختبار اللعاب وقياس كمية الكورتيزول في الجسم.
راقب نفسك جيدا وابتعد عن مصادر التوتر والإجهاد وغير من روتين الحياة اليومية، حيث تعتبر الممارسات البسيطة مثل الحصول على قسط كاف من النوم وممارسة الرياضة والتأكل وتقنيات التنفس العميق من النشاطات الهامة التي تساعدك على التخلص من أضرار الكورتيزول كالتوتر وخفض مستوياته المرتفعة في الجسم.