يعتبر الاستمناء أو ما يعرف بالعادة السرية من المواضيع الصعبة التي تسبب الإحراج أثناء الحديث عنها، كما نجد أن هناك الكثير من المعلومات المغلوطة والشائعات حول آثار الاستمناء على العقل وعلى جسد الإنسان على حد سواء، والاستمناء عبارة عن سلوك جنسي يثير به الشخص نفسه سواء كان ذكرا أو أنثى عن طريق مداعبة الأعضاء التناسلية. ولكن هل تعرف ماهي تأثيرات الاستمناء على العقل والحالة المزاجية؟

لن نتحدث في هذه المقالة حول العادة السرية من الناحية الأخلاقية، لكن سنلقي الضوء على آثار الاستمناء على العقل السلبية منها والإيجابية والتي تشمل ما يلي:

  • إفراز الهرمونات

من أهم تأثيرات الاستمناء على العقل هي التغيرات في إفراز مجموعة من الهرمونات في الجسم والتي تشمل:

  • الدوبامين ويطلق عليه اسم هرمون السعادة
  • الإندورفين أحد مسكنات الألم الطبيعية في الجسم ويعتبر مفيدا في التخلص من التوتر وتحسين المزاج
  • الأوكسيتوسين ويطلق عليه اسم هرمون الحب ويتعلق بالترابط الاجتماعي
  • التستوستيرون الذي يفرز أثناء العملية الجنسية لتحسين القدرة على التحمل والإثارة
  • البرولاكتين الذي يلعب دورا هاما في عملية الإرضاع، ويؤثر على الحالة المزاجية وجهاز المناعة

يؤدي الاستمناء إلى إفراز كميات طبيعية من هذه الهرمونات مما يؤثر بشكل إيجابي على المزاج وصحة الجسم بشكل عام.

  • التأثير على المزاج

كما رأينا سابقا أن الاستمناء يؤدي إلى إفراز مجموعة من الهرمونات (الدوبامين و الإندورفين و الأوكسيتوسين) التي يطلق عليها اسم هرمونات السعادة، وهي مرتبطة بتخفيف التوتر والاسترخاء، حيث يساعدك الاستمناء أحيانا على الشعور بقليل من التحسن عندما يكون مزاجك سيئا، كما تؤثر على التركيز والانتباه.

وقد وجدت الدراسات المختلفة أن الكثير من الناس يساعدهم الاستمناء على التركيز بشكل أفضل، لذلك يمارسونه قبل العمل أو الدراسة أو إجراء الاختبارات، ولم يتم التعرف على سبب علمي لذلك لكنه ربما يكون مرتبطا نتيجة الشعور بالاسترخاء والسعادة بعد النشوة الجنسية.

  • التخفيف من التوتر والقلق

من تأثيرات الاستمناء على العقل الإيجابية هي المساهمة في إفراز هرمون الأوكسيتوسين.

يعرف الأوكسيتوسين عادة باسم هرمون الحب وهو يتعلق بالترابط الاجتماعي، لكنه يلعب دورا هاما في التخلص من التوتر والقلق ويعطي شعورا بالاسترخاء.

حيث يقوم بذلك عن طريق خفض ضغط الدم وخفض مستويات الكورتيزول (هرمون التوتر).
لذلك يلجأ الكثير من الناس إلى الاستمناء لتخفيف التوتر بعد يوم شاق من العمل.

تأثيرات الاستمناء على العقل
  • التأثير على النوم

كثير من الناس تحدثوا عن استخدامهم للاستمناء من اجل أن يكونوا قادرين على النوم، ويمكن أن يكون سبب ذلك نتيجة إفراز هرموني الأوكسيتوسين و الإندورفين المرتبطين بالاسترخاء، لذلك من المنطقي أن يساعد الاستمناء على النوم، خاصة إذا كان التوتر والقلق يمنعان من الحصول على قسط كاف من النوم.

  • احترام الذات

يعتبر الاستمناء بالنسبة لبعض الأشخاص وسيلة لممارسة حب الذات والتعرف على الجسد وقضاء وقت ممتع بمفردهم، ونتيجة تعلم الشخص الاستمتاع بجسده واكتشاف ما هو ممتع بالنسبة إليه، يمكن أن يعزز الاستمناء من ثقة الشخص بنفسه.

كل هذه التأثيرات يمكن أن تحسن من حياة الشخص الجنسية، حيث يقترح العديد من الباحثين الجنسيين ممارسة الاستمناء بشكل منتظم سواء كان الشخص متزوجا أو أعزبا، فبالإضافة إلى الفوائد الجسدية المستمدة من الاستمناء فإن زيادة احترام الذات إلى جانب الاسترخاء يكون مفيدا للحياة الجنسية.

يعاني بعض الأشخاص من مشاعر سلبية تتعلق بالمعتقدات الاجتماعية أو الروحية فيما يتعلق بالاستمناء، حيث يعتبر خطيئة في بعض الأديان، كما أن هناك العديد من الوصمات الاجتماعية المتعلقة بممارسة الاستمناء حيث يعتقد بعض الأشخاص أنه لا يجب على النساء ممارسة العادة السرية أو أنها غير أخلاقية.

بالإضافة إلى ذلك، هناك الكثير من الشائعات التي تثير القلق حول آثار الاستمناء على العقل والجسم مثل الإصابة بالعمى أو تسبب نمو الشعر على اليدين، وعلى الرغم من أن هذه الادعاءات كاذبة تماما إلا أنها منتشرة بشكل كبير بين المراهقين.

إذا كنت تؤمن بهذه الأشياء وتواصل ممارسة العادة السرية، فقد تشعر بالذنب أو القلق أو الخجل أو كراهية الذات بعد ذلك.
بغض النظر عن الصعوبات الاجتماعية والدينية، يمكن للمشاكل الصحية أن تجعل ممارسة الاستمناء أمرا صعبا، حيث يمكن للاستمناء أن يكون أمرا مسببا للإحباط النفسي إذا كان الشخص يعاني من المشاكل التالية:

  • الضعف الجنسي
  • انخفاض الرغبة الجنسية
  • جفاف المهبل
  • عسر الجماع وهو حالة مرضية تتمثل بالشعور بالألم عند الجماع
  • متلازمة ما بعد النشوة الجنسية وهي حالة غير معروفة السبب عند الرجال تتمثل بالشعور بالألم والمرض بعد عملية القذف
  • التعرض لصدمات جنسية

إذا كانت تعتقد أن لديك حالة مرضية تجعل الاستمناء أمرا صعبا ومزعجا يمكنك التحدث إلى طبيب تثق به

الخاتمة

تعتمد ممارسة الاستمناء أو العادة السرية بشكل رئيسي على حاجة الشخص ورغباته الجنسية، ونتيجة للأبحاث والدراسات التي أجريت حول هذا الموضوع فإن الاستمناء لا يعتبر أمرا مضرا بطبيعته، وما تشعر به سواء كنت تمارسه أم لا هو أمر شخصي يعود إليك.

حيث يمكنك ممارسة الاستمناء إذا كنت ترغب في ذلك، لكن إذا كنت لا تشعر حقا بالاستمتاع أثناء ممارسته فيمكنك التوقف عن ذلك، هذا الأمر متروك لرغباتك.