مرض المرارة الحاد هو التهاب بالمرارة يحدث بدون تجمع حصى في المرارة. هناك تشابه شديد بين أعراض مرض المرارة الحاد و أعراض التهاب المرارة الشديد والمفاجئ والذي سببه وجود حصوات بالمرارة. يحدث أحياناً التهاب المرارة نتيجة التهاب حاد في المرارة وعادة يحدث بسبب تجمع حصوات في المرارة ولكن ليس بشكل دائم.      

يزداد خطر الإصابة بمرض المرارة الحاد إذا كنت تعاني من مرض دائم أو تعاني من صدمة شديدة أصبت بها مثل حروق من الدرجة الأولى أو حالة طبية خطيرة. 

قد يهمك : الحمى المالطية | الأعراض والأسباب والمضاعفات وطرق الوقاية

في بعض الأحيان تكون حالة هذا المرض مزمنة بسبب أنها تتطور ببطئ مع ظهور أعراض غامضة أو متقطعة أو ربما يكون المرض حاد أي سريع التطور وشديد. يعد مرض المرارة الحاد شائع عند بعض الأشخاص الذين يعانون من حالة حرجة مثل الأشخاص الذين يكونون تحت رعاية وحدة العناية المركزة(ICU). يمكن أن يكون هناك مضاعفات شديدة لمرض المرارة الحاد لذا فهو يعد اضطرابا يهدد حياة البعض.     

 أعراض التهاب المرارة
أعراض التهاب المرارة

أعراض مرض المرارة الحاد: 

من الصعب التفريق بين أعراض مرض المرارة الحاد وأعراض التهاب المرارة ولكنها تشمل أعراضاً خفيفة مثل:

  • التجشؤ.  
  • الغثيان والقيء.  
  • عدم التحمل الغذائي. 
 أعراض التهاب المرارة

قد تتطور هذه الأعراض الشديدة فجأة وتشمل تلك الأعراض ما يلي:

  • آلام شديدة في البطن من الأعلى وبجهة اليمين.
  • حمى.
  • أعراض التهاب المرارة الحاد (تتضمن الغثيان والقيء والحمى والقشعريرة واصفرار العين أو الجلد وانتفاخ في البطن والشعور بألم بعد تناول الطعام (.
  • انتفاخ في المرارة ويمكن أن يشعر بها مقدم الرعاية الصحية أثناء إجراء الفحص البدني للمريض. 
  • ارتفاع في خلايا الدم البيضاء التي تكون عادةً موجودة ولكن ليس بشكل دائم.   

يمكن أن يكون هناك شكل آخر مزمن لمرض المرارة الحاد أي ربما يكون بطيء في تطوره. قد تكون الأعراض في مرض التهاب المرارة الحاد المزمن تستغرق فترة طويلة وتكون أقل حدة وربما تكون الأعراض غامضة وتظهر بشكل متقطع، ولكن في مرض المرارة الحاد قد يكون الشخص مريضاً جداً ويعاني من تسمم في الدم، أي بمعنى آخر هناك عدوى بكتيرية في الدم وغالبا يوضع مثل ذلك الشخص تحت عناية وحدة العناية المركزة. غالباً ما يكون الشخص المصاب بمرض المرارة الحاد متواجد في المستشفى بسبب أنه مصاب بنوع آخر من الأمراض الخطيرة.              

أسباب مرض المرارة الحاد:

هناك العديد من الأسباب الكامنة التي تسبب خلل وظيفي في المرارة، ومن الأسباب الشائعة: 

  • الصوم عن الطعام لفترات طويلة.
  • فقدان الوزن.
  •  التغذية الوريدية الكاملة (التغذية بالحقن / TPN) والتي تتم عن طريق الحقن أو الترطيب.  
  • ركود صفراوي وذلك بإنتاج سائل المرارة وإفرازه من الكبد والذي يحدث تماماً هو نقص في نشاط المرارة لذلك يزيد من تركيز الأملاح الصفراوية ويتراكم الضغط في المرارة. 
  • انخفاض وظيفة إفراغ المرارة.
  • اختلال وظيفي في القناة الصفراوية (ضعف في إفراغ المرارة لمحتوياتها وينتج عن ذلك عدة عوامل).

الفيزيولوجيا المرضية:

تشير الفيزيولوجيا المرضية لحالة ما إلى كيفية تفاعل الجسم أو استجابته لوجود مرض معين ويعرف بأنه العملية الفيزيولوجية (وظائف الكائنات الحية) للمرض. قد تنطوي الفيزيولوجية المرضية لمرض المرارة الحاد على استجابات مختلفة في الجسم بما فيها:   

  • التهاب شديد في المرارة.
  • تراكم الضغط في المرارة وسببه الركود الصفراوي.
  • نقص التروية (نقص في الأكسجين) في جدار المرارة.
  • نمو بكتيري في المرارة (ويمكن أن يحدث ذلك عندما تتوقف القناة الصفراوية عن التدفق بشكل صحيح).
  • حدوث غرغرينا أي بمعنى موت أنسجة المرارة وتحللها أو تعفنها وانحلالها في المرارة خصوصاً إذا لم يتم تخفيف الضغط على المرارة.
  • انثقاب في جدار المرارة وهو عبارة عن مجموعة من القيح.
  • الإنتان (هي حدوث عدوى شديدة في مجرى الدم ويمكن أن تكون قاتلة إذا لم يتم علاجها على الفور).       

 العوامل المسببة:

هناك عدة عوامل تجعل الشخص أكثر عرضة لمرض معين ولا سيما أن هناك أيضاً عوامل تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بمرض المرارة الحاد ونذكر منها:  

  • الحالات الغير معدية للكبد والقناة الصفراوية (الكبد والمرارة والقنوات الصفراوية التي تخزن وتفرز الصفراء).
  • التهاب الكبد الحاد (عدوى الكبد).
  • أشكال أخرى من التهاب الكبد.
  • مرض ويلسون وهو اضطراب وراثي يتسبب في تراكم النحاس في الكبد والدماغ والأعضاء الحيوية.
  • أورام المرارة الحميدة (هي زوائد حميدة غير سرطانية في المرارة ذات حجم صغير ولا تسبب خطر على المرارة).
  • الأمراض المعدية الجهازية (هي أمراض معدية تؤثر على مجموعة أعضاء وأنسجة أو تؤثر على الجسم بأكمله مثل تجرثم الدم).
  • عدوى فيروسية مثل فيروس إبشتاين بار ((EBV أو عدوى الفيروس المضخم للخلايا (CMV).
  • التهابات بكتيرية مثل عدوى البكتيريا العقدية من المجموعة ب.
  • إصابة جسدية مثل حروق من الدرجة الأولى.  
  • عملية قلب. 
  • عملية جراحية في البطن.
  • داء السكري.

 علم الوبائيات: 

علم الوبائيات أو علم الأوبئة هو أحد فروع علوم الصحة حيث يجري فيه دراسة مجموعة من المبادئ للتحقيق في تلك الأوبئة ودراستها، كما تقوم هذه الدراسة لمعرفة الأسباب الرئيسية لمرض معين والتحقيق ما إذا كان هناك تفشي للمرض بين أفراد المجتمع، فأهميته هو أن هذا العلم يحاول قدر الإمكان في منع زيادة حالات المصابين بالمرض وإنقاذ حياة الغير وتوفير سبل الوقاية.           

تشمل العوامل الوبائية لمرض المرارة الحاد ما يلي:

  • يمثل مرض التهاب الحاد نسبة 10% من جميع حالات الالتهاب الحاد في المرارة (التهاب المرارة) ويمثل 5% إلى 10% من جميع حالات التهاب المرارة غير الحاد.
  • يتراوح نسبة الإصابة بمرض المرارة الحاد بين الذكور والإناث بين 2 إلى 1 و3 إلى 1.  
  • معدل الإصابة بمرض المرارة الحاد أعلى عند الأشخاص المصابين بنقص المناعة البشرية ((HIV والأمراض الأخرى التي تثبط جهاز المناعة.
  • الأشخاص المصابين بعدوى الجياردية اللمبلية/ Giardia lamblia (عدوى طفيلية تعيش وتتكاثر في الأمعاء وهي أحد أكثر الطفيليات انتشاراً في الجهاز الهضمي) وأيضا الذي يعانون من الجرثومة الملوية البوابية/ Helicobacter pylori( عدوى بكتيرية في الجهاز الهضمي ولا تعد المسبب الرئيسي لقرحة المعدة وإنما هي توفر بيئة خصبة لنشوئها وظهورها) بالإضافة  للأشخاص المعرضين لعدوى السالمونيلا/ Salmonella typhi( تسبب هذه البكتيريا مرض حمى التيفوئيد حيث تعيش في جسم الإنسان ويصاب بها البشر في بعض الأحيان نتيجة المياه الملوثة أو الطعام الملوث)، هؤلاء الأشخاص هم أكثر عرضة لإصابة بمرض المرارة الحلقية وأشكال أخرى من التهاب المرارة.   
تحليل دم

 التشخيص:

يتم إجراء اختبار لوظائف الكبد ويتضمن ذلك أخذ عينة من الدم وإرسالها إلى المختبر للتحقق من ارتفاع نسبة ناقل الأمين ومستويات الفوسفتاز القلوية والبيليروبين الذي هو منتج من مخلفات الدم. 
غالباً ما تستخدم الأمواج فوق الصوتية لتشخيص ما إذا كان الشخص مصاب بمرض المرارة الحاد. هذه الأمواج فوق الصوتية قد تبين سماكة الجدار للمرارة. وإذا كانت نتائج اختبار أمواج فوق الصوتية غير مؤكدة فمن الضروري إجراء التصوير الكبدي الصفراوي (HIDA) مع هرمون كوليسيستوكينين(CCK).    

ما هو التصوير الكبدي الصفراوي (HIDA)؟ 

يتضمن هذا الاختبار التشخيصي جهاز تتبع إشعاعي يتم حقن المقتفي الإشعاعي داخل الوريد في ذراعك ثم ينتقل المقتفي عبر مجرى الدم إلى الكبد حيث تمتصه الخلايا المنتجة للصفراء وبعدها ينتقل المقتفي مع الصفراء إلى المرارة وعبر القنوات الصفراوية إلى الأمعاء الدقيقة. يتتبع جهاز التصوير بالطب النووي (كاميرا أشعة جاما) مسار المقتفي من الكبد إلى المرارة والأمعاء الدقيقة وتنتج الصور بالكمبيوتر.       

التشخيص التفريقي: 

يتضمن التشخيص التفريقي التمييز بين مرض معين وأمراض أخرى ذات علامات وأعراض متشابهة. عندما يعاني الشخص من مرض المرارة الحاد فهناك عدة اضطرابات أخرى التي من المفترض استبعادها وتشمل ما يلي:   

  • التهاب الأقنية الصفراوية الحاد (عدوى في القنوات الصفراوية).
  • التهاب المرارة الحاد.
  • التهاب البنكرياس (التهاب البنكرياس).
  • التهاب الكبد (التهاب الكبد).

 العلاج:

يعتمد علاجمرض المرارة الحادة على مدى خطورة الحالة. فقد يحتاج الشخص الذي يعاني من أعراض شديدة (مثل إنتان أو تعفن الدم) للراحة والاستقرار، كما يجب تخفيف الضغط المتراكم في المرارة ويمكن فعل ذلك عن طريق وضع أنبوب تصريف في المرارة. وفي حال وجود عدوى بكتيرية سيتم إعطاء المضادات الحيوية لتساعد المريض على الاستقرار.      

فإذا كانت الحالة مزمنة والشخص المصاب بمرض المرارة الحاد مستقراً فسيتم علاجه باستئصال حصوات المرارة الذي يعد استئصال المرارة المفتوح وذلك باستخدام منظار البطن حيث يقوم الجرّاح بعمل أربعة شقوق جراحية صغيرة في البطن ومن ثم إدخال أنبوب مزود بكاميرا فيديو صغيرة في البطن من خلال أحد الشقوق الجراحية.  

إذا أصيب الشخص بمرارة الغرغرينا، فسيتم إجراء استئصال المرارة.  

عادةً يكون العلاج القياسي لمرض المرارة الحاد هو إعطاء مضادات حيوية واسعة النطاق (هي مضادات حيوية يمكن أن تمنع نمو أو قتل مجموعة متنوعة من مسببات الأمراض المختلفة). وفي حال كان الشخص غير مستقر وضعه بالنسبة لإجراء عملية جراحة فقد يكون هناك حاجة إلى تصريف ذلك عن طريق الجلد قبل إجراء استئصال المرارة.  

وفقاً ل  Radiology Info.orgللمرضى: يمكن رؤية القنوات المرارية بوضع إبرة عن طريق الجلد وأن يدخل قسطرة رفيعة إلى القناة المرارية ومن ثم تجاوز الانسداد بإدخال أنابيب مخصصة لتعمل على تجاوز الانسداد. 

قد يقوم مقدم الرعاية الصحية بإجراء تنظير داخلي (وهو عبارة عن إجراء جراحي يشمل أنبوب رفيع مع كاميرا) لإدخال الدعامة جراحياً لتخفيف الضغط والغرض من ذلك هو تقليل خطر حدوث مضاعفات خطيرة مثل الانثقاب أو الغرغرينا أو الإنتان.    

يعد مرض المرارة الحاد مرض خطير للغاية وهناك معدل وفيات مرتفع. وفقاً لكليفلاند كلينيك” تعتمد نتائج مرضى التهاب المرارة الحاد إلى حد كبير على السبب الأساسي للمرض ويمكن أن يصل معدل الوفيات لمرض المرارة الحاد عند حدوث انثقاب بنسبة 30%.    

يستغرق العلاج شهورا ليتعافى الشخص من مرض المرارة الحاد ومن المهم بدء العلاج الفوري عندما تظهر أي من أعراض المرارة. كما يجب على مرضى السكري والأشخاص الذين يعانون من أي حالات تجعلهم معرضين لمرض المرارة الحاد الانتباه جدا لأي علامات أو أعراض أخرى مثل ألم في البطن (في الربع العلوي الأيمن من البطن) واصفرار في العين أو الجلد والغثيان والقيء.  

من أكثر المضاعفات شيوعا والتي يمكن أن تحدث من مرض المرارة الحاد هو التهاب المرارة الغرغريني ويتعرض لها خصوصاً كبار السن أو مرضى السكري، ففي هذه الحالة يتطلب استئصال جراحي فوري للمرارة.