لا تعتبر الألعاب مجرد وسيلة يستمتع بها الطفل في فصل الصيف فهي تعتبر أكثر من مجرد نشاط يتمتع به الطفل والذي تساعده على تعزيز  شخصيته وعاطفته.    
ووفقاً للأبحاث تم إيجاد العديد من ألعاب الفيديو التي تحتوي على فوائد للأطفال حيث تساعد على تنشيط عمل دماغهم وتدعمه ليكونوا أكثر ذكاءً. 
وظهرت الأبحاث أن ممارسة الألعاب تعزز شخصية الطفل وعاطفته، وأشارت الدراسات التي أجريت في كلية الطب بجامعة هارفارد عام 2017 إلى أن الشعور بالوحدة يمكن أن يضر بصحتك أكثر من التدخين ومن ناحية أخرى السعادة ترتبط إرتباطاً وثيقاً بعلاقاتك القوية مع أفراد عائلتك وأصدقائك.   
تم العثور على مجموعة متنوعة من الألعاب التي تغير هيكل الدماغ ووظيفته، وحسب ما أكدته الدراسات العلمية إلى أن هذه الألعاب قد تعزز من تكوين الخلايا العصبية وتساعد على نمو خلايا عصبية جديدة في الدماغ. لا سيما أنها تعزز المرونة العصبية وتغير من المسارات العصبية ونقاط الإشتباك العصبي التي تؤدي إلى تغييرات هيكلية في الدماغ.  

قد يهمك: ما هي افضل الفيتامينات والمعادن للأطفال والنصائح لتكيفية تقديم وجبة صحية لطفلك

إن هذه التغييرات تساعد في نمو خلايا دماغية جديدة واتصال أفضل بين مناطق الدماغ المختلفة وبالتالي تعزز المهارات العقلية مثل الذاكرة ومدى الانتباه والذكاء المكاني والقدرة على تعلم اللغة والتنسيق.

فوائد ألعاب الفيديو للأطفال

اليك 4 من فوائد ألعاب الفيديو للأطفال:

  1. تزيد من حماس الطفل وتقلل توتره مع مزيد من الهدوء:

أظهرت الدراسات التي أجريت في عام 2017 أن اللاعبين المحترفين في لعبة Badukأو لعبة Goقد ساعدهم ذلك على زيادة المادة الرمادية في النواة المتكئة الموجودة في المخ وتقلل من المادة الرمادية في منطقة اللوزة مقارنة بالمبتدئين.   

تعرف النواة المتكئة بأنها منطقة موجودة في الدماغ وهي مسؤولة عن مكافأة الدماغ وتكامل الدوافع والعمل ويعتمد عملها على الناقلات العصبية كالدوبامين الذي يعزز الرغبة والسيروتونين الذي من مهامه تعزيز الشبع والتثبيط.  

فلا سيما أن زيادة المادة الرمادية في النواة المتكئة يزيد من حماسك للقيام بمزيد من التجارب الإيجابية.

اللوزة الدماغية هي مجموعة من الخلايا العصبية وشكلها كاللوز حيث تقع داخل الفص الصدغي من المخ أمام الحصين وهي جزء من الجهاز الحوفي ومسؤولة عن إدراك العواطف والمدراك الحسية والإستجابات السلوكية المرتبطة بالخوف والقلق.  

2. تساعد على اتخاذ قرارات أفضل:

أظهرت الأبحاث أن كل لاعب خبير بألعاب الفيديو ستزداد عندهم المادة الرمادية وسيتحسن الأداء الوظيفي للمناطق الفرعية في أدمغتهم.    

يعرف الفص الجزيري بأنه جزء صغير من القشرة الدماغية مسؤول عن الوعي الذاتي والإدراكي والخبرة الشخصية كما تسهل زيادة المادة الرمادية في اتخاذ القرارات بشكل أفضل.

تعمل لعبة الطاولة على تقوية الحصين وقشرة الفص الجبهي لأدمغة اللاعبين ويؤدي هذا إلى تحسين الوظائف المعرفية مثل معدل الذكاء والذاكرة والإحتفاظ بالمعلومات وحل المشكلات.

يحتوي دماغ الإنسان على الحصين ويقعان في كل من الفص الصدغي أسفل القشرة الدماغية وهذه مسؤولة بشكل أساسي عن توحيد الذاكرة إلى جانب التنقل المكاني حيث أن زيادة المادة الرمادية في الحصين مطلوبة لتحسين الذاكرة والوقاية من الخرف. 

تقع قشرة الفص الجبهي في الجزء الأمامي من الدماغ وهي مسؤولة عن أداء “الوظائف التنفيذية” مثل العقل والمنطق وحل المشكلات والتخطيط والذاكرة وتوجيه الانتباه وتطوير ومتابعة الأهداف وتثبيط الدوافع ذات النتائج العكسية.

مدرسة

3. تحسين الذاكرة:

وثقت دراسة في عام 2015 نتائج إستخدام لعبة التدريب  Virtual Week (VW)مع كبار السن وكانت تعتمد على جدول زمني لليوم وفيها أحداث مثل أكل الوجبات أو كيفية التفاعل مع الآخرين وأيضاً طلبت منهم اللعبة أن يقوموا بالأشياء في وقت محدد على سبيل المثال تناول الأدوية عند وجبة الإفطار.     

تم تدريب المشاركين على لعب هذه اللعبة لمدة 12 جلسة على مدة ساعة واحدة على مدار شهر مما أدى ذلك إلى مرونة معرفية وعصبية وإلى تحسين في الذاكرة المستقبلية للمشاركين وأيضاً ساعدتهم على التذكر جيداً وتنفيذ الأنشطة المخطط لها. 

وتم العثور أيضاً على ألعاب الطاولة الإستراتيجية التعاونية في سياق غير رسمي وتفاعلي لتحسين التفكير الحاسوبي بما في ذلك مهارات مثل المنطق الشرطي وتصحيح الأخطاء والمحاكاة وبناء الخوارزميات.  

 4. تقلل من المشاكل العقلية

توصلت الأبحاث إلى أن ممارسة ألعاب الفيديو مع العائلة أو الأصدقاء يمكن أن يقلل من مخاطر الإصابة بمشاكل الصحة العقلية مثل الفصام واضطراب ما بعد الصدمة(PTSD) والأمراض العصبية التنكسية مثل مرض الزهايمر عند البالغين.  

ذكرت إحدى الدراسات التي نشرت في عام 2014 في الجمعية الأمريكية لعلم النفس أن ممارسة ألعاب الفيديو يمكن أن تساعد الأطفال المصابين بعُسر القراءة.

ويمكن أن تزيد من  فوائد ممارسة الألعاب  بجلسات التأمل، على الرغم من وجود أدلة بحثية وافرة لإظهار أن لعب اللوح وألعاب الفيديو تؤثر بشكل كبير على الدماغ بشكل إيجابي لذا يجب أن يحفز الكبار أطفالهم ويشجعوهم على إتخاذ قرارات معينة أثناء اللعبة.    

وإن هذا النوع من ألعاب الفيديو سيكون أكثر قوة على تنمية الحنكة العقلية عند الأطفال وستؤدي جلسات اللعب وجلسات التأمل القصيرة إلى تحسين وقت كاف ليقضيه الطفل مع العائلة والأصدقاء بطريقة هادفة وممتعة.

فوائد ألعاب الفيديو للأطفال

التوازن بين ألعاب الطاولة وألعاب الفيديو:

تأتي الألعاب غالباً مع فائدة معرفية ولكن أن تحقق التوزان هو الأساس لكن كثرة اللعب قد يكون ضاراً حيث أظهرت العديد من الأبحاث أن الأطفال بحاجة إلى تشجيع على المشاركة في الألعاب الإجتماعية بالإضافة  للألعاب التعليمية وألعاب الفيديو ولكن رغم ذلك يجب أن توضح لهم العواقب السلبية الناتجة عن الإدمان لتلك الألعاب.

وبصفتنا بالغين فيجب أن نراقب ذاتنا وعدد الساعات التي نقضيها في ممارسة الألعاب وأن نعرف تماماً أياً من الألعاب نلعب.