يعتبر اليود من المعادن الضرورية التي يحتاجها الجسم، ويدخل بشكل أساسي في إنتاج هرمونات الغدة الدرقية، التي تلعب دورا هاما في النمو وإصلاح الخلايا التالفة ودعم عمليات الاستقلاب، وعلى الرغم من توافره بشكل كبير في المواد الغذائية يعاني كثير من الناس حول العالم من أعراض نقص اليود أو معرضون لخطر الإصابة بنقص اليود.
ومن الأشخاص المعرضين بشكل كبير لظهور أعراض نقص اليود لديهم هم:
- النساء الحوامل
- الذين يعيشون في بلدان تعاني من نقص اليود في التربة مثل جنوب شرق آسيا والدول الأوروبية
- الذين لا يتناولون الملح المعالج باليود
- الذين يتبعون نظاما غذائيا نباتيا أو حمية نباتية
عناصر المقالة
أعراض نقص اليود
يدخل اليود بشكل رئيسي في إنتاج هرمونات الغدة الدرقية، ولذلك تتشابه أعراض نقص اليود بشكل كبير مع أعراض قصور الغدة الدرقية أو أعراض انخفاض هرمونات الدرق وتشمل هذه الأعراض ما يلي:
- تورم الرقبة
يعتبر تورم الجزء الأمامي من الرقبة من أكثر أعراض نقص اليود شيوعا، ويعرف أيضا بتضخم الغدة الدرقية، ويحدث نتيجة نمو الغدة الدرقية بشكل كبير، وهي عبارة عن غدة صغيرة على شكل فراشة تتواجد في مقدمة العنق.
عندما ترتفع مستويات هرمون TSH (الهرمون المنشط للدرق والذي تنتجه الغدة النخامية)، تبدأ الغدة الدرقية باستخدام اليود لإنتاج الهرمونات الدرقية، لكن عند نقص تراكيز اليود في الجسم تصبح الغدة الدرقية غير قادرة على إنتاج ما يكفي من هرموناتها.
ولتعويض هذا النقص تعمل الغدة الدرقية بجهد أكبر، مما يؤدي إلى زيادة نمو خلايا الدرق وتكاثرها، وبالتالي يؤدي ذلك في نهاية الأمر إلى تضخم الغدة الدرقية وتورم الرقبة.
لحسن الحظ يمكن معالجة معظم الحالات عن طريق زيادة تناول اليود، ومع ذلك إذا لم يتم علاج تضخم الغدة الدرقية لعدة سنوات فقد يؤدي إلى حدوث تلف دائم في الغدة الدرقية.
- زيادة الوزن
تعتبر زيادة الوزن من أعراض نقص اليود الشائعة، وتحدث عندما لا يملك الجسم ما يكفي من اليود لإنتاج هرمونات الغدة الدرقية.
تعمل هرمونات الدرق على التحكم في سرعة عمليات الاستقلاب في الجسم، وهي العملية التي يحول الجسم من خلالها الطعام إلى طاقة وحرارة، فعندما تنقص تراكيز هرمونات الدرق في الجسم، يؤدي ذلك إلى حرق سعرات حرارية أقل وخاصة في وقت الراحة، هذا يعني زيادة تخزين السعرات الحرارية التي تتناولها على شكل دهون مما يؤدي إلى زيادة الوزن.
من الممكن أن عكس هذه العملية عن طريق إضافة اليود إلى نظامك الغذائي، مما يساعد الجسم في زيادة إنتاج هرمونات الغدة الدرقية وبالتالي زيادة سرعة عملية الاستقلاب في الجسم.
- التعب والإرهاق
يعتبر التعب والإرهاق من أعراض نقص اليود الأساسية، حيث وجدت بعض الدراسات أن حوالي 80% من الأشخاص الذين يعانون من انخفاض مستويات هرمونات الغدة الدرقية والتي تحدث نتيجة نقص اليود، يشعرون بالتعب والإرهاق.
عندما تنخفض مستويات هرمونات الدرق لا يستطيع الجسم إنتاج الكثير من الطاقة، مما يؤدي إلى زيادة الشعور بالتعب والإرهاق خلال النهار، حيث وجدت دراسة أجريت على 2456 شخص يعانون من انخفاض مستويات هرمونات الغدة الدرقية أن التعب والإرهاق كانا من أكثر الأعراض شيوعا لديهم.
- تساقط الشعر
تقوم هرمونات الغدة الدرقية بالتحكم في نمو بصيلات الشعر، وعندما تنخفض مستويات هذه الهرمونات نتيجة نقص اليود في الجسم، تتوقف بصيلات الشعر عن النمو ومع مرور الوقت يؤدي ذلك إلى تساقط الشعر.
حيث وجدت دراسة أجريت على 700 شخص أن 30% من الذين يعانون من انخفاض مستويات هرمونات الدرق نتيجة نقص مستويات اليود لديهم، يعانون من تساقط الشعر بشكل كبير.
إذا كنت تعاني تساقط الشعر بسب نقص اليود، فإن الحصول على ما يكفي من هذا المعدن يمكن أن يساعد في تصحيح مستويات هرمونات الدرق ووقف تساقط الشعر.
- جفاف الجلد
وجدت بعض الدراسات أن حوالي 77% من الأشخاص الذين يعانون من انخفاض مستويات هرمونات الغدة الدرقية نتيجة نقص اليود لديهم، يعانون من جفاف الجلد بشكل كبير.
تساعد هرمونات الغدة الدرقية التي تحتوي على اليود خلايا الجلد على التجدد، وعندما تنخفض مستويات هذه الهرمونات لا يحدث التجدد في كثير من الأحيان، مما يؤدي إلى جفاف الجلد.
بالإضافة إلى ذلك تعمل هرمونات الغدة الدرقية على تنظيم عملية التعرق، حيث يميل الأشخاص الذين يعانون من نقص اليود وبالتالي من انخفاض هرمونات الدرق إلى التعرق بشكل أقل من غيرهم، وبما أن التعرق يساعد في الحفاظ على رطوبة البشرة، يعتبر نقص التعرق سببا آخر يجعل جفاف الجلد من أعراض نقص اليود الشائعة جدا.
- الشعور بالبرد
يعتبر من أعراض نقص اليود الشائعة أيضا، حيث وجدت بعض الدراسات أن حوالي 80% من الذين يعانون من نقص اليود وبالتالي يعانون من انخفاض هرمونات الدرقية، لديهم حساسية أكبر لدرجات الحرارة المنخفضة أكثر من المعتاد.
وبما أن اليود يدخل بشكل رئيسي في إنتاج هرمونات الغدة الدرقية، فإن نقص اليود يؤدي إلى انخفاض مستويات هذه الهرمونات وبالتالي يسبب ذلك إلى انخفاض في سرعة عمليات الاستقلاب مما ينتج عنه انخفاض في كمية الحرارة التي ينتجها الجسم وزيادة الشعور بالبرد.
كما تساعد الهرمونات الدرقية على تعزيز نشاط الدهون البنية، وهي نوع من الدهون تستخدم بشكل رئيسي في إنتاج حرارة الجسم، هذا يعني أن انخفاض مستويات هرمونات الدرق الناتج عن نقص مستويات اليود يؤدي إلى منع الدهون البنية من القيام بعملها.
- تغيرات في معدل ضربات القلب
أن معدل ضربات القلب هو مقياس لعدد ضرب القلب خلال دقيقة واحدة، ومن الممكن أن يتأثر بشكل كبير بمستويات اليود في الجسم، حيث إن انخفاض تراكيز اليود في الجسم تؤدي إلى انخفاض معدل ضربات القلب والعكس صحيح.
يسبب نقص اليود الحاد في انخفاض معدل ضربات القلب بشكل غير طبيعي مما يجعلك تشعر بالضعف والتعب والدوار وقد يسبب أيضا الغياب عن الوعي.
- مشاكل في التعلم والذاكرة
وجدت دراسة أجريت على أكثر من 1000 شخص أن الذين لديهم مستويات أعلى من هرمونات الغدة الدرقية، كان أداؤهم في اختبارات التعلم والذاكرة أفضل بكثير من الذين يعانون من انخفاض مستويات هرمونات الدرق.
تساعد هرمونات الغدة الدرقية خلايا الدماغ على النمو والتطور، وهذا السبب في أن نقص اليود المطلوب لإنتاج هرمونات الدرق يمكن أن يقلل من نمو خلايا الدماغ وتطورها، وبالتالي يمكن أن يسبب صعوبة في تعلم وتذكر الأشياء.
وقد وجدت دراسات أن منطقة الحصين في الدماغ والتي تتحكم في الذاكرة طويلة الأمد، يكون حجمها أصغر عند الأشخاص الذين يعانون من انخفاض مستويات هرمونات الدرق نتيجة نقص مستويات اليود لديهم.
- مشاكل خلال فترة الحمل
تعتبر النساء الحوامل من اكثر الأشخاص الذين يعانون من أعراض نقص اليود، وذلك نتيجة زيادة حاجتهم اليومية لاستهلاك اليود وكذلك حاجة الجنين إلى اليود من اجل نموه، كما تزاد حاجة الجسم إلى مزيد من اليود خلال فترة الرضاعة، حيث يتلقى الطفل حاجته من اليود عن طريق حليب الأم.
ويمكن أن يؤدي عدم تناول كمية كافية من اليود خلال فترة الحمل والراضعة إلى حدوق آثار جانبية لكل من الأم والطفل، حيث تعاني الأمهات من أعراض قصور الغدة الدرقية مثل تضخم الغدة والضعف والتعب والشعور بالبرد، وفي الوقت نفسه يؤدي نقص اليود عند الأطفال إلى إعاقة النمو البدني وتطور الدماغ.
بالإضافة إلى ذلك يؤدي نقص اليود الحاد خلال بداية الحمل إلى زيادة خطر الإملاص وهي تعني وفاة الجنين بعد عشرين أسبوعا من الحمل.
- اضطرابات الدورة الشهرية
مثل معظم أعراض نقص اليود، ترتبط اضطرابات الدورة الشهرية بمستويات هرمونات الغدة الدرقية المنخفضة، حيث تعاني 68% من النساء من اضطرابات في الدورة الشهرية كالنزف الشديد أو الدورة الشهرية غير المنتظمة، نتيجة انخفاض مستويات هرمونات الغدة الدرقية الناتجة عن نقص تراكيز اليود في الجسم.
وأظهرت الدراسات أن النساء المصابات بانخفاض مستويات هرمونات الدرق، يعانين من دورات شهرية متكررة مع نزيف حاد، وذلك لأن انخفاض هرمونات الدرق يعطل إشارات الهرمونات التي تشارك في الدورة الشهرية.
مصادر اليود
هناك عدد قليل من المصادر الجيدة لليود في النظام الغذائي وهذا هو أحد أسباب انتشار نقص اليود حول العالم.
إن الاستهلاك اليومي الموصى به لليود حوالي 150 ميكروغرام، ويلبي هذا المقدار احتياجات حوالي 98% من البالغين، ومع ذلك فإن المرأة الحامل تحتاج إلى 220 ميكروغرام يوميا، بينما تحتاج المرأة المرضعة إلى 290 ميكروغرام يوميا.
وتشمل الأطعمة التي تعتبر مصدرا غنيا باليود ما يلي:
- الأعشاب والطحالب البحرية
- سمك القد
- الملح المعالج باليود
- الزبادي (اللبن المصفى)
- الجمبري
- البيض
- سمك التونة
- البرقوق ( الخوخ المجفف)
يوجد اليود أيضا في مجموعة متنوعة من الطعام لكن بكميات قليلة مثل الأسماك والمحار ولحم البقر والدجاج والفاصولياء والحليب ومنتجات الألبان الأخرى.
أفضل طريقة للحصول على كمية كافية من اليود هي إضافة الملح المعالج باليود إلى طعامك، حيث تعتبر نصف ملعقة صغيرة حوالي 3 غرام على مدار اليوم كافية لتجنب حدوث النقص.
الخاتمة
يعتبر نقص اليود من الأمراض الشائعة في دول أوروبا والعالم الثالث، حيث تحتوي التربة والمصادر الغذائية على مستويات منخفضة من اليود.
ترتبط أعراض نقص اليود بشكل مباشر بأعراض انخفاض هرمونات الغدة الدرقية، وذلك لأن اليود يدخل بشكل رئيسي في إنتاج هرمونات الغدة الدرقية.
لحسن الحظ من السهل معالجة أعراض نقص اليود، حيث تساعدك إضافة القليل من الملح المعالج باليود إلى وجبات الطعام على الحصول على كمية اليود التي يحتاجها الجسم لإنتاج الهرمونات الدرقية.