سكر الدم هو أحد أنواع السكريات الأحادية ويسمى الجلوكوز (glucose)، ويعتبر الجلوكوز مصدر الطاقة الرئيسي لخلايا الجسم، يتم تخزينه على شكل غلوكوجين (Glycogen) في الكبد والعضلات، وتبلغ كمية الغلوكوجين المختزنة حوالي 500 جرام في العضلات والكبد، في هذه المقالة سنتحدث عن أعراض وأسباب ارتفاع وانخفاض سكر الدم وطرق علاجه بالإضافة إلى ذكر بعض الأطعمة الضرورية التي يجب تناولها في كلتا الحالتين أثناء ارتفاع وانخفاض سكر الدم
قد يهمك : تعرف على كيفية معرفة معدل ضغط الدم الطبيعي وارشادات لمرضى ضغط الدم
عناصر المقالة
يتم ارتفاع وانخفاض سكر الدم بناءاً على توقيت تناول الطعام وبشكل عام تتلخص هذه القراءات فيما يلي:
فيما يلي جدول زمني يوضح ارتفاع وانخفاض سكر الدم خلال اليوم
- قبل تناول الطعام:
- الأشخاص السليمين: أقل من 100 mg/dl
- المصابين بالسكري: بين 80-130 mg/dl
- بعد 1-2 ساعة من تناول الوجبة:
- الأشخاص السليمين: أقل من 140 mg/dL
- المصابين بالسكري: أقل من 180 mg/dL
ارتفاع سكر بالدم (hyperglycemia)
يحدث ارتفاع سكر الجلوكوز في الدم بعد تناول الأطعمة، مما يحفز دور البنكرياس في إفراز الأنسولين الذي يلعب دوراً هاماً في تحويل الجلوكوز إلى مصدر طاقة لخلايا الجسم، بالإضافة إلى ذلك أن الجلوكوز يخزَّن بشكل أساسي في الكبد، العضلات، والخلايا الدهنية، وفي حال حدوث خلل في وظيفة إفراز الأنسولين فيؤدي ذلك إلى ارتفاع السكر بالدم وينتج عن ذلك الأمر آثار سلبية بما في ذلك حدوث المرض الذي يعرف بمرض الصامت القاتل ألا وهو مرض السكري (Diabetes mellitus).
التحكم في نسبة السكر يعتبر أمراً صعباً لكن من الضروري وضع خطة لعلاجه لكي نتفادى أي تأثير سلبي ناتج عنه، لذلك ارتفاع نسبة السكر في الدم أو انخفاض نسبة سكر الدم هو مصدر خوف وقلق كبير ويمكن أن يؤثر على الأشخاص المصابين بالنوع 1 والنوع 2 من داء السكري. هناك نوعان رئيسيان:
الأشخاص المصابون بداء السكري من النوع الأول معرضون لتراكم الأحماض في الدم يسمى الحمض الكيتوني.
الأشخاص المصابون بداء السكري من النوع 2 أو إذا كنت معرضًا لخطر الإصابة به، فقد يؤدي ارتفاع نسبة السكر في الدم إلى حالة مميتة قد لا يتمكن جسمك من معالجة السكر فيها وتسمى متلازمة فرط سكر الدم (HHNS)، فهذا يؤدي إلى زيادة حالة التبول في أغلب الأوقات، ثم تخف مع مرور الوقت، ولكن قد يصبح البول حينها داكن اللون وقد تصاب بالجفاف الشديد في جسمك.
أعراض وأسباب ارتفاع السكر في الدم
قد يرتفع مستوى السكر في الدم إذا:
- تم نسيان تناول دواء أو حقن الأنسولين أو الدواء لخفض الجلوكوز عن طريق الفم
- تناول الكثير من جرامات الكربوهيدرات بكمية الأنسولين التي تناولتها، أو تناول الكثير من الكربوهيدرات بشكل عام
- تكاثرت ضغوطات الحياة
- اهملت ممارسة الرياضة خاصة عند المشاركة في نشاطات البدنية لتمكين الطاقة الحيوية في جسمك وهذا ما يعتبر مؤشر هام في ارتفاع نسبة السكر بالدم مقابل انخفاض إفراز الأنسولين.
الأعراض:
- تشمل العلامات المبكرة ما يلي:
- زيادة العطش
- الصداع
- صعوبة في التركيز
- ضعف النظر
- التبول المتكرر
- التعب (الشعور بالضعف)
- فقدان الوزن
- سكر الدم أكثر من 180 مجم / ديسيلتر
قد يسبب ارتفاع نسبة السكر في الدم ما يلي:
- الالتهابات المهبلية والجلدية
- جروح وتقرحات صعبة
- اضطرابات في النظر
- تلف الأعصاب الذي يسبب برودة شديدة وعدم الإحساس أو تساقط الشعر في الأطراف السفلية أو ضعف الانتصاب.
- مشاكل في المعدة والأمعاء مثل الإمساك المزمن أو الإسهال
- تلف العين أو الأوعية الدموية أو الكليتين.
كيف يتم علاجه؟
إذا كنت مصابًا بداء السكري ولاحظت أيًا من العلامات المبكرة لارتفاع نسبة السكر في الدم، فاختبر نسبة السكر في الدم واتصل بالطبيب.
فيوصي الطبيب الاستعانة بهذه الحاجات التالية:
- شرب المزيد من الماء: يساعد المياه على إزالة السكر الزائد من الدم عن طريق البول، ويساعدك على تخفيف أعراض وأسباب ارتفاع السكر في الدم وتجنب الجفاف.
تكثيف التمارين: يمكن أن يساعد التمرين على خفض نسبة السكر في الدم. ولكن في ظل ظروف معينة، يمكن أن تجعل نسبة السكر في الدم ترتفع. من اللازم استشارة
طبيبك عن نوع التمرين المناسب لك.
- تغيير من نمط البرنامج الغذائي: قد تحتاج إلى مقابلة اختصاصي تغذية لتغيير كمية وأنواع الأطعمة التي تتناولها.
- استبدال الأدوية: قد يغير طبيبك كمية أو توقيت أو نوع أدوية السكري التي تتناولها. لا تقم بإجراء تغييرات دون التحدث إليه أولاً.
- وأخيراً قم باختبار سكر الدم بانتظام.
تحذير: إذا كنت مصابًا بداء السكري من النوع 1 وكان مستوى السكر في الدم مرتفعًا، فأنت بحاجة إلى فحص البول بحثًا عن الكيتونات. عندما يكون لديك كيتونات، لا تمارس الرياضة. إذا كنت مصابًا بداء السكري من النوع 2 وكان مستوى السكر في الدم مرتفعًا، يجب أن تتأكد أيضًا من عدم وجود كيتونات في البول وهذا جيد، فقد يمنحك طبيبك موافقًا على ممارسة الرياضة بحذر طالما أنك تشعر بذلك.
بعض الأطعمة التي تساعد على حفاظ نسبة السكر بالدم:
- الحمص
على الرغم من أنه يعتبر من الأطعمة صعبة الهضم على الجهاز الهضمي ولا نشعر بالارتياح بعد تناوله إلا أنه يلعب دورا فعالا في خفض مستوى السكر في الدم. ولهذا السبب، بدأ الحمص يكتسب أهمية كبيرة في العالم نظراً لفوائده العديدة على صحة جسم الإنسان.
- البروكلي
يعد البروكلي واحدا من الأطعمة الحيوية لجسم الإنسان. قد يكون مذاقه غير لذيذ بالنسبة للبعض، لكنه جيد جدا للحفاظ على مستوى منخفض للسكر في الدم، كما أنه يوفر مناعة ضد السرطان.
خل التفاح
إن حمض الخل يزيد من حساسية الأنسولين بعد الطعام، بالإضافة إلى ذلك في حال خلط كمية قليلة من الخل مع الماء قبل الأكل يساعد في خفض السكر في الدم.
- الملفوف
يلعب الملفوف دورا جيدا في خفض نسبة السكر في الدم، وذلك يتمتع بسعرات حرارية منخفضة ودهون لا تكاد تذكر. كما يحتوي الملفوف على فيتامين C.
- الفطر
على الرغم من أن بعض أنواع الفطر غير صالحة للأكل، فإن المفيد منها يساعد في خفض نسبة السكر في الدم، والفطر واحد من النباتات المضادة للسرطان.
- الفول السوداني
يحتوي الفول السوداني على الدهون الصحية والبروتينات، بالإضافة إلى زبدة الفول السوداني، وكلها مواد تساهم بشكل ملحوظ في خفض نسبة السكر في الدم.
- القرنبيط
يعرف القرنبيط بـ “الزهرة” أو “القنبوطة” في بعض الدول العربية، وله فوائد كثيرة، من بينها الوقاية من أمراض القلب، ويعرف بأنه ذو خصائص مضادة للسرطان.
- الجزر
يُعد الجزر أفضل مساعد للحفاظ على النظر، بسبب ما يحتويه من الكاروتين وفيتامين (أ). كما أنه يساعد في الحفاظ على مستوى السكر في الدم عند الارتفاع تقريبا.
- الخوخ
الخوخ من الفواكه الحلوة، وهي فاكهة تعمل بشكل طبيعي على انخفاض مستوى السكر في الدم.
- العدس
العدس غني بالألياف والمعادن والفيتامينات، إلا أن الكثيرين لا يزالون يتجاهلونه. فالعدس يجعل الشخص يشعر بالشبع لفترة أطول. كما أنه له شهرة في الحفاظ على مستوى السكر في الدم.
- الثوم
لا يحتوي الثوم على كربوهيدرات وهذا يساعد في تقليل من مستوى الجلوكوز بالدم. بالإضافة إلى ما ذكرناه سابقاً عن ارتفاع السكر في الدم، فمن الواجب أيضًا أن نتعرف على انخفاض نسبة السكر بالدم من خلال أسبابه وأعراضه وأيضاً علاجه، والأطعمة التي يجب تناولها فور انخفاض السكر.
انخفاض سكر الدم (hypoglycemia)
يحدث انخفاض في مستوى الجلوكوز في الجسم في أقل من سبعين ملليغراما لكل ديسيلتر، وهذا الانخفاض يسبب أذى كبير للجسم، وسبب انخفاض السكر هو الجوع بسبب البقاء لمدة أكثر من ٨ ساعات بعيدا عن تناول الطعام أو الإجهاد البدني وأيضاً تناول جرعة زائدة من دواء السكري والسبب الأكثر شيوعًا هو مرض السكري.
وعند انخفاض مستوى السكر في الدم فإن مستويات الجلوكوز تصبح غير كافية لإمداد الجسم بالطاقة اللازمة لإدارة كافة النشاطات المختلفة.
وتشمل أعراض انخفاض سكر الدم التالي:
- الشعور بالرجفة
- الجوع الشديد
- زيادة التعرق
- تسارع نبضات القلب
- الدوخة
- عدم التركيز
- العصبية
- التصرفات الغريبة غير المألوفة
في حال عدم التعامل مع الأعراض فقط تتطور إلى أعراض أكثر خطورة وهي التشنجات العصبية وفقدان الوعي.
في بعض الحالات فإن هبوط السكر الحاد قد يؤدي إلى الوفاة.
العلاج:
يمكن علاج الحالات الخفيفة من هبوط السكر عبر تناول 15-20 غراما من الكربوهيدرات سريعة التمثيل (fast acting) التي يتم تحويلها لجلوكوز بسرعة في الجسم، مثل أقراص الجلوكوز والحلويات ومكعبات السكر، أو كوب من المشروبات الغازية أو عصير الفاكهة.
ويجب إجراء فحص الدم بعد 15-20 دقيقة للتحقق مما إذا كانت مستويات الجلوكوز في الدم قد رجعت إلى المستوى الطبيعي، وإذا لم ترتفع فعندها يتم أخذ كمية أخرى من السكريات.
بعد ارتفاع مستوى السكر في الدم، ينصح بتناول وجبة خفيفة أو وجبة كاملة للمساعدة في تثبيت مستوى السكر في الدم.
كما أن من خيارات علاج انخفاض السكر حقنة الغلوكاغون، وهو هرمون يقوم برفع السكر في الدم.
ويجب أن يحتاط مريض السكري بأن يكون لديه دائما أقراص السكر لأخذها في حالة انخفاض السكر، وإذا لم يتوفر له ذلك يأخذ معه أي عصير محلى بالسكر.
كما على المريض الاحتفاظ دوما بمصدر للسكر أو الكربوهيدرات السريعة الامتصاص كحلوى الهلام (جيلي بينز) أو عصير البرتقال، فضلا عن مصدر للنشويات أو الكربوهيدرات البطيئة الامتصاص كالخبز المحمص أو التوست. ومن المهم أيضا الاحتفاظ بجهاز قياس الجلوكوز في الدم وشرائط الاختبار، وعدم تفويت وجبة رئيسية أو خفيفة.
الأطعمة التي تسبب ارتفاع السكر في الدم والتي يجب تناولها باعتدال
- الشوفان
على الرغم من أن الشوفان له تأثيرات جيدة على مستويات الجلوكوز في الدم، ولكن هذا النوع الفوري وسريع التحضير يتم معالجته كثيراً، وغالباً ما يحتوي على كميات كبيرة من السكر وبالتالي يمكن أن يؤدي إلى رفع نسبة السكر في الدم.
- القهوة
تساعد القهوة في تقليل فرص الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري، ولكنها في نفس الوقت، يمكن أن تسبب ارتفاع نسبة السكر في الدم.
ويرجع هذا لإضافة مواد التحلية والكريمة والنكهات الأخرى إليها، والتي تؤدي إلى زيادة كمية السكر في القهوة، مما يؤدي إلى رفع نسبة السكر بالدم، كما أن مستويات الكافيين المرتفعة قد تؤثر على نسبة الجلوكوز في الدم، ولذلك ينصح بمراقبة نسبة السكر بالجسم بعد شرب القهوة للتأكد من عدم وجود تأثيرات سلبية، وكذلك عدم الإكثار من المواد المضافة إلى القهوة.
- الأرز البني
أثناء اتباع الحمية الغذائية الصحية، ينصح الطبيب بتناول الحبوب الكاملة والكربوهيدرات المصنوع من الدقيق البني مثل الأرز البني، والذي يستغرق وقتاً أطول للهضم، مما يقلل من ارتفاع السكر في الدم. ومع ذلك، عليك الانتباه لكمية الكربوهيدرات التي تتناولها في الوجبة الواحدة، فاختيارك للأرز البني لا يعني إمكانية تناول كميات كبيرة دون قلق، لأنها تحتوي أيضاً على الكربوهيدرات التي تؤدي لارتفاع نسبة السكر في الدم.
- الخبز الأبيض
تناول أكثر من ٥ حصص من الخبز أسبوعيًا يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر بالدم بالرغم من أنه يحتوي على ألياف قليلة تساعد على استقرار مستوى السكر في الدم.
- اللحوم الغنية بالدهون
تؤدي الدهون الموجودة في اللحوم إلى صعوبة التحكم في مستويات السكر بالدم، والإصابة بمقاومة الأنسولين، حيث أنها دهون غير صحية ولها العديد من الأمراض ومنها الإصابة بانسداد الشرايين وأمراض القلب والسكري، ولذلك ينصح بشراء اللحوم التي لا تحتوي على أي دهون، ومع ذلك، لا يوصى بالإكثار منها.
- منتجات الألبان
توفر منتجات الألبان مستويات مرتفعة من الكالسيوم وفيتامين د، ولكن هذا لا يعني الإكثار من تناوله، وخاصةً مع تقدم العمر، وذلك لأن الإفراط في الألبان يمكن أن يؤدي الإصابة بمقاومة الأنسولين لأنها تؤدي إلى تحفيز انتاجه، كما أن الدهون المشبعة الموجودة في منتجات الألبان قد يكون لها تأثير سلبي على صحة القلب والأوعية الدموية.
ارتفاع وانخفاض سكر الدم
يعتبر مرض السكري من أخطر الأمراض التي تواجه الإنسان، يأتي هذا المرض إما وراثياً أو بعد الإفراط الكبير من تناول الأغذية المحلاة بالسكر مما يؤدي إلى ارتفاع من نسبة السكر في الدم بعد خلل يصيب من وظيفة البنكرياس في إفراز من كمية الأنسولين للحفاظ على مستوى السكر في الدم. بالإضافة إلى ذلك أن نتائجه وتأثيره السلبي تكون على أهم الأعضاء في الجسم كالعين والأعضاء التناسلية عند الرجال، وأيضاً في الكبد. فيجب توخي الحذر والقيام يوميًا في قياس نسبة السكر في الدم حتى لو ما كنت مصابًا فيه.