يعتبر التدخين من العادات السيئة واسعة الانتشار حول العالم، وله أضرار والتأثيرات السلبية عديدة على جسم الإنسان وبشكل خاص يؤثر التدخين على البشرة نتيجة بعض المواد السامة التي تسبب تلف الكولاجين والإيلاستين، وهي مكونات ليفية تحافظ على ثبات البشرة ونضارتها، حيث يؤدي التلف الحاصل في الكولاجين والإيلاستين إلى تسريع حدوث شيخوخة الجلد، مما يجعل المدخنين أكثر عرضة لظهور التجاعيد على الجسم وخاصة في منطقة الوجه حيث يسبب التدخين أضرار كثيرة على البشرة، وهذه الأضرار تؤثر على مظهر الشخص وتعرض حياته للخطر، وسنتحدث في هذه المقالة عن أهم هذه الأضرار.
قد يهمك: أسباب جفاف الحلق وكيفية علاجها منزلياً
عناصر المقالة
10 من أضرار التدخين على البشرة
شيخوخة الجلد المبكرة
تظهر على بشرة الشخص المدخن وخاصة حول منطقة الفم نتيجة شد الشفاه المستمر أثناء التدخين تجاعيد رأسية تعرف باسم خطوط المدخن، كما أن هناك نوع من التجاعيد التي تظهر عند الحواف الخارجية للعينين تعرف باسم أقدام الغراب.
تظهر هذه التجاعيد عادة عند المدخنين في وقت أبكر بكثير مما يحدث للأشخاص الآخرين، الذين تظهر عليهم هذه التجاعيد مع تقدمهم في العمر بشكل طبيعي.
يعتبر تلف الكولاجين والإيلاستين هو العامل الرئيسي في شيخوخة البشرة المبكرة، بالإضافة إلى حدوث انقباض في الأوعية الدموية بسب المواد الكيميائية التي تدخل في تركيب تبغ السجائر، ويسبب هذا الانقباض منع تدفق الدم والأكسجين إلى خلايا البشرة ويسرع من حدوث الشيخوخة.
ترهل الجلد
يمكن أن يسبب تلف الجلد المرتبط بالتدخين ترهل الجلد في أجزاء مختلفة من الجسم، وغالبا ما يتأثر الثديان وأعلى الذراعين بفقدان مرونة الجلد بسبب التدخين.
سرطان الجلد
إذا كنت شخصا مدخنا، فإن فرص إصابتك بسرطان الخلايا الحرشفية (SCC) تكون أعلى بنسبة (52%) مما لو لم تكن مدخنا، ويعتبر هذه النوع من السرطان ثاني أكثر أشكل سرطان الجلد شيوعا ويظهر غالبا على شفاه المدخنين، حيث يعتقد الباحثون أن ارتفاع هذه النسبة بشكل خطير يعود سببه إلى المواد السامة التي تدخل في تركيب تبغ السجائر والتي تؤثر سلبا على جهاز المناعة.
الصدفية
تعتبر الصدفية من الأمراض الجلدية التي تتميز ببقع متقشرة حمراء على الجلد وتسبب إحساسا كبيرا بالحكة، ويعتبر التدخين أحد الأسباب الرئيسية في حدوثها بالإضافة إلى أسباب أخرى مثل الإجهاد المزمن، ويكون المدخنون أكثر عرضة للإصابة بشكل من أشكال الصدفية والذي يدعى بثار الراحة والأخمص وهي من أمراض المناعة الذاتية المهددة للحياة.
يعتقد الباحثون أن الرابط ما بين الصدفية والتدخين هو مادة النيكوتين السامة، التي تؤثر على جهاز المناعة وتسبب التهاب الجلد ونموا متزايدا في خلايا البشرة، كل ذلك يمكن أن يساهم في حدوث الصدفية، كما يعتقد الباحثون أن أسلوب الحياة الذي يتبعه المدخنون للتأقلم مع حالات التوتر والإجهاد المزمن (التدخين) يعرضهم لمخاطر إضافية للإصابة بالصدفية.
حيث يضاعف التدخين من خطر الإصابة بالصدفية، وذلك اعتمادا على عدد السجائر التي يدخنها الشخص بشكل يومي، فالنساء اللواتي يدخن 20 سيجارة أو أكثر يوميا أكثر عرضة للإصابة بالصدفية بمرتين ونصف من غير النساء المدخنات، أما بالنسبة للرجال فإن الخطر يزيد قليلا عن مرة ونصف من غير المدخنين
التئام الجروح
يؤثر انقباض الأوعية الدموية الناتج عن المواد السامة الموجودة في دخان السجائر سلبا على التئام الجروح، حيث يؤدي نقص تدفق الدم الناتج إلى إبطاء قدرة الجسم على معالجة نفسه.
يوصي معظم الأطباء المرضى بالتوقف عن التدخين قبل إجراء العمليات الجراحية، بسبب تأثير المواد السامة في السجائر على فترة الشفاء، حيث يزيد التدخين من خطر الإصابة بعدوى الجروح وموت الأنسجة وتشكل جلطات الدم.
وتميل الندوب الناتجة عن الجروح أو العمليات الجراحية إلى أن تكون أكثر وضوحا وأطول مدة في الشفاء عند المدخنين.
حب الشباب العكسي
أو ما يعرف بالتهاب الغدد العرقية القيحي، وهو مرض جلدي التهابي شائع يصيب الأشخاص في مناطق مختلفة من الجسم وخاصة في مناطق احتكاك الجلد ببعضها البعض مثل الإبطين والفخذين وتحت الثدي عند النساء.
غالبا ما يتم تشخيص حب الشباب العكسي بشكل خاطئ، مما يؤدي إلى ظهور عقيدات تشبه الدمامل مليئة بالقيح وتسبب ألما كبيرا، وتستمر هذه الحالة لعدة أشهر أو حتى عدة سنوات.
يعتبر التدخين أحد اهم عوامل الخطورة المسببة لحب الشباب العكسي.
التهاب الأوعية الدموية
يزداد خطر الإصابة بمرض بورغر (Buerger) عند المدخنين، وهو مرض يؤدي إلى التهاب الأوعية الدموية وتخثرها وخاصة في الشرايين والأوردة الصغيرة في الأطراف، حيث يؤثر على تدفق الدم إلى اليدين والقدمين، وتصبح الأوعية الدموية في هذه المنطقة ضيقة أو مسدودة مما يؤدي إلى زيادة الألم وتلف الأنسجة.
تؤدي الحالات الشديدة من مرض بورغر إلى حدوث تقرحات في جلد أصابع اليدين والقدمين، وفي النهاية يمكن أن تحدث الغرغرينا (موت الأنسجة) وخسارة الأطراف.
توسع الشعيرات الدموية
توسع الشعيرات الدموية هو حالة مرضية تتوسع فيها الأوعية الدموية الصغيرة والتي تعرف باسم الشعيرات الدموية، مما يؤدي إلى حدوث تلف في جدران الشعيرات الدموية، يمكن أن يحدث التوسع في أي مكان من الجسم لكنه يحدث بشكل واضح بالقرب من سطح الجلد، حيث تؤدي إلى ظهور بقع دائمة أرجوانية اللون ، أو آثار للأوردة الدموية تعرف باسم الأوردة العنكبوتية.
يعتبر التدخين من عوامل الخطورة لمرض توسع الشعيرات الدموية، ويعود السبب في ذلك إلى وجود مادة النيكوتين السامة.
تغير لون البشرة وتصبغها
يكون لون البشرة عند المدخنين متفاوتا وخفيفا، ويميل إلى اللون البرتقالي أو الرمادي، ويعود ذلك إلى نقص الأكسجين في خلايا الجلد.
يحتوي دخان السجائر على العديد من المواد الكيمائية والسامة، حيث وجد الباحثون أن هناك حوالي 7000 مادة كيمائية بما في ذلك 250 مادة سامة و70 مادة تسبب السرطان، جميعها تملك آثارا سلبية على جسم الإنسان والبشرة بشكل خاص.
بقع القطران
يمكن أن تؤدي سنوات من وضع السجائر بين نفس الأصابع إلى اصفرار الجلد من النيكوتين والسموم الأخرى في السجائر، والتي يشار إليها عادة باسم القطران، ومن المستحيل إزالة هذا النوع من البقع بالماء والصابون، والطريقة الوحيدة للتخلص منه حقا هو تجنب حمل السجائر والابتعاد عن التدخين.
الابتعاد عن التدخين وتحسن البشرة
على الرغم من أن التجاعيد التي تكونت نتيجة سنوات من التدخين قد لا تختفي تماما، لكن التوقف عن التدخين يؤدي إلى عودة تدفق الدم إلى خلايا الجلد، وسيجلب معه الأكسجين والمواد المغذية وستبدأ البشرة بالتحسن، ويبدأ إنتاج الكولاجين والإيلاستين من جديد، كما ستختفي صبغات الجلد الناتجة عن حمل السجائر مع مرور الوقت. قد يستغرق الأمر بعض الوقت لظهور علامات التحسن على بشرتك بعد ابتعادك عن التدخين، لكن الفوائد التي ستعود على صحتك وعلى جسدك ستكون ملموسة وتستحق العمل الذي تحتاجه للإقلاع عن التدخين.