هشاشة العظام هو مرض يشير إلى انخفاض كثافة العظام وزيادة قابليتها للكسر، ويعتبر من الأمراض الصامتة التي لا تظهر أعراضها بشكل مفاجئ، وإنما تتطور خلال عدة سنوات ويتم الكشف عنه في حالة كسر العظم نتيجة السقوط أو التعرض لحادث معين.
ويشمل علاج هشاشة العظام تناول مجموعة مختلفة من الأدوية بالإضافة إلى إجراء تغييرات في نمط الحياة.
يتبادر إلى أذهان الكثير من المرضى العديد من الأسئلة حول علاج هشاشة العظام مثل: هل الدواء الذي أتناوله هو الأفضل؟ ولكم من الوقت على تناوله؟ ولماذا أوصاني الطبيب بتناول حبة واحدة كل أسبوع في حين أخبر صديقي أن يأخذ حبة واحد في الشهر؟

قد يهمك: ما هي متلازمة رايتر وما انواعها واعراضها وكيف يتم تشخيصها وعلاجها

  • الأدوية الشائعة في علاج هشاشة العظام

 تعتبر البيفوسفونات (Bisphosphonates) أكثر الأدوية الموصوفة في علاج هشاشة العظام شيوعا.

 وتشمل هذه الأدوية ما يلي:

  • Alendronate (Fosamax)
  • Risedronate (Actonel)
  • Ibandronate (Boniva)
  • Zoledronic acid (Reclast)

كما يمكن للهرمونات مثل الأستروجين أن تلعب دورا هاما في الوقاية من هشاشة العظام ومعالجته، لكن نتيجة التأثيرات الجانبية الكثيرة والمرتبطة بالعلاج الهرموني تشير التوصيات الحالية إلى استخدام أقل جرعة ممكنة من الهرمونات ولأقصر فترة ممكنة.

من الأدوية الهرمونية التي تمت الموافقة عليها للوقاية من مرض هشاشة العظام ومعالجته دواء Raloxifene  (Evista).

ومن الأدوية الأخرى التي تستخدم في معالجة هشاشة العظام دواء جديد يدعى Denosumab (Prolia, Xgeva)، وأظهر هذا الدواء فعالية في خفض خطر الإصابة بكسور هشاشة العظام عند النساء والرجال، ويمكن استخدامه عند الأشخاص الذين لا يستطيعون تناول البيفوسفونات مثل الذين يعانون من ضعف وظائف الكليتين.

كما يستخدم دواء Teriparatide (Forteo) عند الرجال والنساء بعد سن اليأس والذين يعانون من انخفاض شديد في كثافة العظام، والذين أصيبوا بكسور أو الذين أصيبوا بالمرض نتيجة الاستخدام المديد للأدوية الستيروئيدية حيث أظهر قدرة عالية على إعادة بناء العظم بعد تعرضها للكسر.

ومن الأدوية الحديثة المستخدمة في علاج مرض هشاشة العظام دواء Abaloparatide (Tymlos)، الذي أظهر هو الآخر قدرة عالية على إعادة بناء العظام بعد تعرضها للكسر، لكنه يختلف عن الدواء السابق في أنه لا يسبب زيادة كبيرة في تراكيز الكالسيوم في العظم.

علاج هشاشة العظام
  • كيف تعمل معظم أدوية هشاشة العظام؟

تتعرض العظام للكسور نتيجة السقوط أو التعرض للحوادث، وما تلبث أن تعود إلى وضعها الطبيعي بمرور الوقت، لكن مع التقدم بالعمر وخاصة بعد انقطاع الطمث عند النساء تنخفض كثافة العظام وتصبح أكثر قابلية للكسر وتحتاج إلى وقت أطول لإعادة بنائها، وهنا يأتي دور أدوية هشاشة العظام التي تعمل على المحافظة على كثافة العظم وتقلل من خطر الإصابة بالكسور وتعمل على إعادة بنائها بشكل أسرع.

  • كيف أختار الدواء الصحيح من مجموعة البيفوسفونات؟

تتشابه أدوية البيفوسفونات فيما بينها كثيرا، فجميعها تساعد في الحفاظ على كثافة العظام وتقلل من خطر الإصابة بالكسور.

وغالبا ما يعتمد قرار الطبيب في وصف دواء دون الآخر على مجموعة من العوامل مثل: التأثيرات الجانبية وسهولة استخدامه والتقيد بجدول الجرعات وتكلفة الدواء.

وتكون جرعة الدواء الموصوفة أسبوعية أو شهرية وذلك يعود إلى قدرة الجسم على تحمل هذه الجرعة، لكن إذا كان من المحتمل أن تنسى تناول الدواء وفقا لجدول شهري، فمن الأفضل تناول الدواء مرة واحدة في الأسبوع.

  • متى يمكن استخدام أدوية هشاشة العظام غير البيفوسفونات؟

 يمكن لأي شخص مصاب بمرض هشاشة العظام أن يستخدم هذه الأدوية، لكن عادة ما توصف هذه الأدوية في الحالات الشديدة من هشاشة العظام والانخفاض الكبير في الكثافة العظمية وفي حالة الكسور المتعددة والهشاشة الناتجة عن استخدام الستيروئيدات القشرية المديد وعند الأطفال.

كما يمكن استخدام هذه الأدوية عن طريق التسريب الوريدي عند الأشخاص الذين لا يستطيعون تحمل البيفوسفونات.

الادوية
  • الآثار الجانبية الشائعة لأدوية البيفوسفونات الفموية

لا يتم امتصاص البيفوسفونات بشكل جيد من المعدة وهذا ما يفسر التأثيرات الجانبية لهذه الأدوية مثل اضطرابات المعدة والحرقة المعدية، لذلك ولتخفيف هذه الآثار المحتملة ينصح بتناول الدواء مع كأس كبير من الماء على معدة فارغة، وعدم الاستلقاء أو الانحناء أو الأكل لمدة (30-60) دقيقة بعد تناول الدواء لتجنب عودته إلى المري، وبعد مرور وقت الانتظار الموصى به يمكنك تناول الطعام وذلك لدفع كمية الدواء المتبقي إلى الأمعاء.

  • ماهي الميزات بين الأشكال الحقنية والفموية لأدوية البيفوسفونات ؟

 لا تسبب الأشكال الحقنية (التسريب الوريدي) من البيفوسفونات اضطرابات أو حرقة في المعدة بعكس الأشكال الفموية، وتكون جرعتها لمرة واحدة كل ثلاثة أشهر أو لمرة واحدة في السنة وهذا أسهل بكثير من تذكر تناول حبة بشكل أسبوعي أو شهري.

ومع هذا فهي تسبب أعراضا خفيفة تشبه أعراض الأنفلونزا عند بعض الأشخاص، وهي أعراض خفيفة يمكنك معالجتها باستخدام الباراسيتامول وذلك قبل التسريب الوريدي أو بعده.

تمت الموافقة على نوعين من أدوية التسريب الوريدي (أي التي يتم حقنها مباشرة في الوريد) لعلاج هشاشة العظام:

  • Ibandronate (Boniva) ويتم حقنه وريدا مرة كل ثلاثة أشهر
  • Zoledronic acid (Reclast) ويتم حقنه مرة واحدة في السنة
  • التأثيرات الجانبية للبيفوسفونات على العظام

لاحظ الأطباء أن الاستخدام المديد لأدوية البيفوسفونات تسبب مشكلة نادرة الحدوث يتشقق فيها عظم الفخذ العلوي وتؤدي إلى إصابته بكسور معينة تدعى كسور الفخذ غير النمطية والتي تسبب ألما في الفخذ أو منطقة الحوض والتي تتفاقم مع مرور الوقت.

كما يمكن أن تسبب البيفوسفونات أيضا نخرا في عظم الفك، وهي حالة نادرة يكون فيها جزء من عظم الفك بطيئا في الشفاء أو يفشل في الشفاء، وتحدث عادة بعد عمليات قلع الأسنان الجراحية.

تحدث هذه الأعراض بشكل أكثر شيوعا عند الأشخاص المصابين بسرطان العظام والذين يتناولون جرعات أكبر بكثير من الجرعات العادية المستخدمة في علاج مرض هشاشة العظام.

  • ماهي مدة العلاج اللازمة باستخدام البيفوسفونات؟

نتيجة نقص الدراسات طويلة المدى، لم يتمكن الأطباء من تحديد مدة معينة لاستخدام البيفوسفونات، لكن ثبت أن استخدامها آمن وفعال لمدة تصل إلى عشر سنوات من بدء العلاج، ومع ذلك حتى لو توقف عن تناول الدواء فإن آثاره الجانبية ستبقى موجودة نتيجة بقاء البيفوسفونات في العظام لفترة أطول.

ونتيجة لهذا التأثير طويل الأمد، يعتقد الأطباء أنه من المنطقي للأشخاص الذين يشعرون بتحسن كبير أثناء المعالجة، وحافظوا على كثافة العظام ولم يتعرضوا لأي كسر خلال خمس سنوات من بدء العلاج، أن يتوقفوا عن تناول الدواء.

أما إذا كنت معرضا لخطر الإصابة بالكسور أو كنت تعاني من انخفاض شديد في كثافة العظام وخاصة عظم الفخذ فلا ينصح بالتوقف عن تناول الدواء.

علاج هشاشة العظام
  • ما الذي يحدث عند تعرضك لكسر في العظم أثناء تناولك أدوية هشاشة العظام؟

 عند تعرضك لكسر في العظم، وكنت تتناول هذه الأدوية، فإن الطبيب سوف يقوم بإعادة تقييم لحالتك، والتحقق من وجود مشاكل أخرى قد تكون ساهمت في كسر العظم، واعتمادا على نتيجة هذا التقييم، يمكن للطبيب أن يقوم بتبديل الدواء الذي تستخدمه إلى دواء أكثر فعالية في بناء العظام مثل Teriparatide ، وقد يكون الخيار الآخر هو التحول إلى نوع أحدث من أدوية هشاشة العظام والذي يدعى Denosumab.

  • هل تعتبر أدوية هشاشة العظام فعالة لوحدها في علاج المرض ؟

ينصح الأطباء بعدم الاعتماد كليا على الأدوية كعلاج وحيد لهشاشة العظام، وإنما يحفزون المرضى على اتباع نظام غذائي صحي وممارسة العديد من النشاطات الرياضية لعلاج هذا المرض.

حيث يمكن للنشاط البدني الذي يتضمن حمل الأثقال والتمارين التي تحسن التوازن ووضعية الجلوس والوقوف أن تقوي العظام، وتقلل من خطر الإصابة بالكسور، فكلما كنت أكثر نشاطا ولياقة مع تقدمك في العمر، كلما قل احتمال تعرضك للكسور. اتبع نظاما غذائيا صحيا وتأكد من حصولك على ما يكفي من الكالسيوم وفيتامين D، وابتعد عن التدخين والكحول.