على الأهل العديد من المسؤوليات قبل ولادة أبنائهم. مثل اختيار اسم ابنهم أو ابنتهم، شراء أغراض الطفل، تحضير غرفته….
وأحد تلك المسؤوليات هي اختيار نوع الولادة: هل يمكننا أن نختار بين الولادة القيصرية أو الولادة الطبيعية المهبلية و ماهو الفرق بين الولادة الطبيعية والقيصرية ؟ هل الطبيب هو الذي سيختار لنا؟ وهنا يبدأ النقاش الأساسي حول الفروقات بين الولادة الطبيعية والقيصرية؟ أيهما أفضل للأم؟ أيهما أفضل للطفل؟
سوف نتعرف على الفرق بين الولادة الطبيعية والقيصرية وإيجابيات وسلبيات كل منهما
قد يهمك : تأثير الدورة الشهرية على الإرضاع
عناصر المقالة
الولادة الطبيعية
تتألف الولادة الطبيعية أو المخاض من أربعة مراحل كالتالي:
المرحلة الأولى:
وهي المرحلة التي يحصل فيها تقلصات غير منتظمة تساهم في توسيع عنق الرحم، ستشعرين بهذه التقلصات لساعات أو حتى لأيام قبل أن يبدأ المخاض الفعلي. يبدأ المخاض الفعلي عندما يتوسع عنق الرحم 3 سم أو أكثر وتصبح التقلصات منتظمة أكثر. إن بدأ المخاض في الليل فحاولي أن تبقي مسترخية ومرتاحة وإن بدأ خلال النهار فحاولي أن تبقي نشيطة لأن هذا يساعد الجنين على النزول واتخاذ الوضعية المناسبة للولادة. من المفيد في تخفيف الألم الناتج عن التقلصات القيام بتمارين التنفس أو الحمام لساخن.
الاتصال بالطبيب:
اتصلي بطبيبك في الحالات التالية:
- التقلصات منتظمة أو ما يقارب ثلاثة تقلصات كل عشر دقائق
- الألم غير محتمل والتقلصات قوية جداً
- تمزق جيب المياه (سيلان ماء الرأس)
في حال لم يكن المخاض الفعلي قد بدأ والتقلصات غير منتظمة، فقد يطلب منك الطبيب العودة إلى المنزل لفترة ولكن بمجرد بدء المخاض الفعلي والتقلصات المنتظمة فينبغي على طبيبك متابعة وضعك ومعرفة درجة توسع عنق الرحم ومراقبة جنينك أيضاً من خلال جهاز صغير يوضع على بطنك كل 15 دقيقة لسماع دقات قلب الجنين بالإضافة إلى تخفيف الألم إن كان هناك داعي لذلك.
ماذا يحدث معك في المرحلة الأولى:
التوسع التام هو أن يتوسع عنق الرحم بمقدار 10 سم كي يستطيع الجنين العبور، إن كانت هذه الولادة الأولى لك فإن الوقت الفاصل بين بدء المخاض الفعلي والتوسع التام يصل إلى 6-12 ساعة وهو أسرع في الولادات التالية.
عندما تصلين إلى نهاية المرحلة الأولى ستشعرين برغبة بالحزق أو الدفع.
قد يكون هناك حاجة لتسريع المخاض في بعض الحالات حيث أن بعض السيدات يكون المخاض لديهن بطيء أو التقلصات غير كافية أو غير قوية ويتم التسريع من خلال ثقب جيب المياه يدوياً أو من خلال إبرة هرمون مسرع يسمى الأوكسيتوسين.
المرحلة الثانية:
تبدأ من حين حدوث التوسع التام إلى وقت ولادة الطفل، ينبغي أن يساعدك طبيبك في هذه المرحلة على إيجاد الوضعية التي تلائمك للولادة بحيث تكونين مرتاحة قدر الإمكان (الوضعية الشائعة هي رفع الظهر بمقدار 45 درجة مع فتح الفخذين وثنيهما وثني الركبة).
عندما يتوسع عنق الرحم بالكامل سينزل الطفل خلال مجرى الولادة ليصل إلى فتحة المهبل، عندها ستشعرين برغبة بالدفع مشابهة للحاجة للتغوط. يمكنك البدء بالدفع ما إن شعرت بالحاجة لذلك خلال التقلصات، تستمر مرحلة الدفع حوالي ثلاث ساعات إن كانت هذه الولادة الأولى لك وأقل من ذلك في حال كان هناك ولادات سابقة.
المرحلة الثالثة:
يستمر منذ خروج الطفل حتى خروج المشيمة، يحدث انفكاك المشيمة (الخلاص) خلال 2 -10 دقائق من خروج الطفل.
المرحلة الرابعة:
منذ خروج المشيمة حتى استقرار المرأة (ست ساعات بعد الولادة عادةً).
مزايا الولادة المهبلية على الأم
الولادة عملية فزيولوجية طبيعية.
ميزة الولادة المهبلية هي أن التعافي والبقاء في المستشفى بعد الولادة المهبلية يكون أقصر عادة من بعد الولادة القيصرية. بالنسبة للولادة المهبلية، عادةً ما تستغرق الإقامة في المستشفى 24 إلى 48 ساعة. بالنسبة للولادة القيصرية، يمكن أن تصل مدة الإقامة إلى أربعة أيام.
بعد الولادة المهبلية، عادة ما تكون الأم قادرة على حمل طفلها وبدء الرضاعة في وقت أقرب بعد الولادة.
مخاطر الولادة الطبيعية على الأم
أثناء الولادة المهبلية، ستتمدد الجلد والأنسجة حول المهبل وقد تتمزق أثناء تحرك الطفل للأسفل عبر قناة الولادة. إذا حدث تمزق، فقد تحتاج الأم إلى خياطة تلك المنطقة. يمكن أن يؤثر التمزق سلباً على وظيفة البول والأمعاء التي تحدث بشكل متكرر بعد الولادة المهبلية.
قد تترك الولادة المهبلية بعض الألم في منطقة العجان – وهي المنطقة الواقعة بين المهبل والشرج.
مخاطر الولادة الطبيعية على الطفل
ستتمكن الأم والطفل من الاتصال ببعضهما البعض بعد الولادة المهبلية. عادةً ما يمكن أن يبدأ التلامس مع الطفل والرضاعة الطبيعية بعد الولادة في وقت أقرب من الولادة القيصرية.
يمكن أن تساعد الولادة المهبلية في إخراج السوائل من رئتي الطفل. هذا يقلل من حدوث مشاكل في التنفس للطفل.
أثناء الولادة المهبلية، يتلقى الطفل جرعة مفيدة من البكتيريا الجيدة. يساعد ذلك على تعزيز الجهاز المناعي للطفل ويحمي الجهاز الهضمي.
الجانب السلبي المحتمل والنادر للولادة المهبلية هو أن الطفل (خاصة إذا كان كبيرًا) قد يعاني من إصابة مثل الكدمات المؤقتة في الرأس أو كسر في الترقوة أثناء الولادة.
الولادة القيصرية
يعتمد مبدأ الولادة القيصرية على إجراء شق جراحي في البطن والرحم لإخراج الجنين وبالتالي هي إجراء جراحي كبير نوعاً ما لذا لا يتم إجراؤها إلا في حال كانت الحل الوحيد الآمن لك ولطفلك.
يتم إجراء القيصرية بناء على تخطيط سابق وهذا لا يتم إلا في حوالي الأسبوع 39 من الحمل أو يتم إجراؤها بشكل إسعافي في حال كانت الولادة الطبيعية تحمل بعض المخاطر.
أسباب الولادة القيصرية:
الحالات التي يتم إجراء القيصرية فيها بشكل إجباري:
- قدما الجنين للأسفل بدل رأسه والطبيب لم يستطع قلبه
- المشيمة متوضعة في الأسفل وتسد مجرى الولادة
- ارتفاع الضغط الشرياني المتعلق بالحمل أو ما يسمى علمياً ما قبل الإرجاج
- الإصابة ببعض أنواع الأمراض كالهربس التناسلي الذي ظهر خلال الحمل أو الإيدز
- نقص أكسجة الجنين أو نقص وصول المغذيات له وهذا قد يتطلب إجراء قيصرية إسعافية أحياناً
- المخاض البطيء
- النزف المهبلي الشديد
يتم إجراء معظم القيصريات تحت التخدير القطني أو التخدير تحت الجافية وهي أحد أنواع التخدير التي تكونين فيها واعية ولكن الجزء السفلي من جسدك خدر أي أنك لن تشعري بأي ألم.
إيجابيات الولادة القيصرية على الأم
مزايا الحصول على عملية قيصرية محدودة. إحدى الفوائد هي أنه يمكن تحديد موعد الولادة مسبقًا مما يتيح التحكم في الوقت والتنبؤ به.
مخاطر الولادة القيصرية على الأم
بعد أول عملية قيصرية، يجب مناقشة احتمال تكرار القيصرية مع مقدم الرعاية الصحية. تحاول بعض الأمهات الولادة المهبلية مع حالات حملهن اللاحقة والتي تسمى محاكمة المخاض بعد الولادة القيصرية.
البقاء في المستشفى بعد الولادة القيصرية أطول من الإقامة بعد الولادة المهبلية.
فترة التعافي بعد الولادة القيصرية أطول. يكون خطر الانزعاج بعد الولادة أكبر بسبب الألم الجراحي الطبيعي والمتوقع على طول الشق ووجع البطن. يمكن أن تستمر هذه المضايقات لعدة أشهر.
هناك خطر متزايد من تمزق ندبة القيصرية خلال الولادات اللاحقة والحمل اللاحق. هناك أيضًا خطر متزايد لحدوث تشوهات في ارتكاز المشيمة.
مع إجراء عملية قيصرية، تكون الأم أكثر عرضة لفقدان الدم والعدوى. هناك أيضًا خطر أعلى لإصابة الأمعاء أو المثانة ولجلطات الدم. خطر وفاة الأم بسبب جلطات الدم والالتهابات ومضاعفات التخدير أكبر بثلاث مرات مع عملية قيصرية مقارنة بالولادة المهبلية.
مخاطر الولادة القيصرية على الطفل
هناك خطر متزايد من ولادة جنين ميت مرتبطة بعملية قيصرية.
خطر حدوث مشاكل في التنفس ، مثل الربو، بنسبة أعلى والذي يستمر إلى الطفولة.
وقد وجدت الأبحاث وجود صلة محتملة بين الولادة القيصرية وخطر السمنة لدى الأطفال والبالغين والتي قد تكون نتيجة ارتفاع معدل القيصرية بين الأمهات المصابات بالسمنة أو المصابات بداء السكري المرتبط بالحمل.
أيهما أفضل؟
إن الفرق بين الولادة الطبيعية والقيصرية زاد من نسبة الولادات القيصرية في الآونة الأخيرة بمقدار خمسة أضعاف وذلك نتيجة لعدة عوامل:
- الظن الخاطئ بأنها أفضل للجنين
- الظن الخاطئ أن الولادة الطبيعية قد تشكل خطراً على الأم والجنين
- تفضيل المجتمع لهذا النمط من الإجراءات الجراحية.
علماً أن جميع الدراسات أكدت أن صحة الجنين والأم تكون أفضل في الولادة الطبيعية بالمقارنة بالولادات القيصرية التي تزيد من نسبة الانتانات (الالتهابات) والنزوف.
مرحلة ما بعد الولادة
النزف الذي يلي الولادة:
يحصل بشكل طبيعي نزف ما بعد الولادة يسمى هذا النزف “الهلابة” ويستمر هذا النزف لمدة 24-36 يوم وقد يستمر هذا النزف لأكثر من ستة أسابيع وهذا ليس مدعاة للقلق
يكون النزف غزير في البداية وأحمر مائل للبني ولكنه يصبح أخف مع مرور الوقت ولونه أفتح
إن كان هذا النزف يحتوي على قطع جامدة (خثرات) فأخبري طبيبك أو قابلتك لذلك واوصفي لها شكل القطع ولونها خصوصاً إن ظهرت هذه القطع خلال أول 24 ساعد بعد الولادة
يكون هذا النزف أكثر غزارة خلال الصباح إن كنت ترضعين أو تمارسين التمرينات الرياضية
من الضروري مراقبة حجم النزف ولونه خلال أول أسبوع من الولادة، اتصلي بطبيبك إن كان هناك ما يقلقك أو إن كان لديك أية شكوك
من الضروري غسل اليدين بشكل جيد عند دخول الحمام أو عند تبديل الفوط النسائية أو لمس جرح القيصرية كي لا تصابي بأي التهاب أو عدوى
عودة الطمث بعد الولادة:
بالنسبة لموضوع الطمث ما بعد الولادة فإن موعد عودته يتنوع من سيدة لأخرى ولكنه يعود في أغلب الحالات خلال ستة أسابيع من الولادة وفي حال لم يحصل إرضاع فإن الطمث يعود بعد ثلاثة أشهر عادة.