في الوقت الحاضر ونتيجة لضغوط الحياة اليومية التي نتعرض لها، لا يستطيع الكثير من الناس الحصول على حاجة الجسم من الفيتامينات والمعادن، لذلك يسعى الناس للحصول عليها عن طريق شرب بعض العصائر الجاهزة والمياه المعبأة التي أصبحت متوفرة في كل مكان وغنية بالفيتامينات والمعادن الضرورية للجسم.
لكن الإفراط في تناول الفيتامينات والمعادن وارتفاع تراكيزها في الجسم قد يسبب العديد من المشاكل الصحية والتي سنتعرف عليها في هذه المقالة.

لا يحصل كثير من الناس على حاجتهم اليومية من الفيتامينات والمعادن وذلك يعود إلى أسباب عديدة، لكن بعض الأشخاص ونتيجة اتباعهم لنظام غذائي معين مثل تناول الحبوب المدعمة في وجبة الإفطار وتناول لوح من الشوكولا للحصول على الطاقة بين الوجبات، وتناول طبق من المعكرونة في وجبة العشاء بالإضافة إلى ذلك يتناولون بعضا من المكملات الغذائية أيضا، هؤلاء الأشخاص يحصلون على أكثر من حاجتهم اليومية من الفيتامينات والمعادن.

في حين أن معظم الناس لا يحصلون على جرعات كبيرة ، إذا كنت تأكل حبوبًا مدعمة في وجبة الإفطار ، وتناولت لوحًا للطاقة بين الوجبات ، وتناولت المعكرونة الغنية على العشاء ، وتناولت مكملًا يوميًا ، فيمكنك بسهولة أن تكون أكثر من المدخول اليومي الموصى به لمجموعة من العناصر الغذائية.

الإفراط في تناول الفيتامينات

المكملات الغذائية وتحديد الجرعة

تقول الدكتورة جوانا دواير الباحثة في مكتب المكملات الغذائية التابع للمعهد الوطني للصحة: لا تكمن المشكلة في تناول الطعام بحد ذاتها، وإنما تكمن المشكلة الرئيسية في الإفراط في تناول الطعام والمشروبات المدعمة وتناول المكملات الغذائية دون الحصول على استشارة طبية.

وتكمل الدكتورة دواير: إن معظم الناس لا يدركون أنه لا توجد فائدة حقيقة من الإفراط في تناول الفيتامينات والمعادن، ولا يدركون التأثيرات السلبية الناتجة عن هذا الأمر.

فإّذا كنت تتناول مكملا غذائيا، فعليك التركيز على القيمة اليومية لهذا المكمل، والقيمة اليومية هي كمية الفيتامينات أو العناصر الغذائية التي يجب أن يحصل عليها الشخص من أجل الحفاظ على صحته بشكل جيد، لذلك يجب عليك التحدث مع الطبيب المختص حول نوعية المكملات الغذائية التي تتناولها، بما في ذلك الفيتامينات والمعادن، والجرعة اليومية التي تحصل عليها، وبهذه الطريقة يمكن للطبيب مساعدتك في الحفاظ على جرعات آمنة من هذه المكملات.

ويقول الدكتور أندرو شاو نائب رئيس الشؤون العلمية لمجموعة تجارية لصناعة المكملات الغذائية: إن معظم الفيتامينات الرئيسة تملك هامشا عريضا من الأمان، ويمكنك تناول الكثير منها دون أن تسبب أي أضرار جانبية

أعراض الإفراط في تناول الفيتامينات

يقول الدكتور ديفيد كاتز مدير مركز أبحاث الوقاية بجامعة ييل: أنه من غير الطبيعي أن تشاهد شخصا يتناول جرعات سامة من فيتامين A أو فيتامين D، لكن يمكن أن تشاهد أشخاصا يتناولون جرعات من المكملات الغذائية أعلى من الجرعة المطلوبة.

لم يتمكن العلماء حتى الآن من تحديد فيما إذا كان تناول الكثير من الفيتامينات أو المعادن بشكل روتيني، على عكس الإفراط في تناولها أو الحصول على جرعات ضخمة يمثل مشكلة واضحة، لكن من الممكن أن تكون هناك بعض الأعراض الخفيفة التي يمكن ملاحظتها مثل القلق وصعوبة في النوم أو التركيز، وبعض المشاكل العصبية مثل التنميل أو الوخز، أو الشعور بمزيد من الانفعال، وذلك يعتمد على مقدار الجرعة اليومية.

ويقول الدكتور كاتز أيضا: إن مصدر القلق الأكبر الذي نعاني منه الآن هو أننا نضيف كميات مفرطة من الفيتامينات والمعادن إلى الطعام، وأن الشركات التجارية حولت اهتمامها من الأشياء التي يمكن الحصول عليها من الطعام مثل الدهون والسكريات، إلى الأشياء التي يمكن إضافتها للطعام مثل فيتامين D أو البروبيوتيك أو دهون أوميغا3.

ويقول مضيفا: عندما يتم تحسين الأطعمة والمشروبات ودعمها بالكثير من الفيتامينات والمعادن، يصبح من المستحيل علينا معرفة الجرعة اليومية التي نحصل عليها من تناول هذه الأطعمة، ويجب على الأطباء أن يدركوا أن هذا الأمر يسبب اختلالا في النظام الغذائي.

كما يمكن أن يسبب تناول الكثير من فيتامين C أو الزنك، الغثيان والإسهال وتشنجات المعدة، ويؤدي تناول الكثير من السيلينيوم إلى تساقط الشعر واضطراب الجهاز الهضمي والتعب وتلف الأعصاب الخفيف.

أعراض الإفراط في تناول الفيتامينات

أهم الفيتامينات التي يجب تحديد جرعتها اليومية

تقول الدكتورة دواير: يعتبر فيتامين D والكالسيوم وحمض الفوليك من الفيتامينات الهامة التي يمكننا الحصول عليها عن طريق الطعام وعن طريق المكملات الغذائية أيضا.

إن الحد الأعلى الآمن اليومي لفيتامين D تم تحديده بما يعادل (4000 ) وحدة دولية، وإن الزيادة على هذه الجرعة اليومية قد يؤدي إلى مشاكل قلبية خطيرة.

يتم إضافة حمض الفوليك إلى بعض المنتجات الغذائية مثل الدقيق الأبيض والمعكرونة والأرز والخبز، للمساعدة في منع العيوب الخلقية عن الأطفال نتيجة نقص حمض الفوليك لدى النساء الحوامل، حيث يساعد في منع الإصابة بالعيوب الخلقية بنسبة تصل إلى (50%) عند النساء الحوامل.

تصل الجرعة الآمنة اليومية من حمض الفوليك إلى (1000) ميكروغرام يوميا، وليس من الصعب أن نتجاوز هذه الجرعة ونحصل على كميات مفرطة منه من الطعام والمكملات الغذائية المختلفة.

يؤدي الإفراط في تناول حمض الفوليك إلى إخفاء علامات نقص فيتامين B12 عند كبار السن، حيث يؤدي نقص هذا الفيتامين إلى تلف دائم في الأعصاب إذا ترك بدون علاج.

وتضيف الدكتورة دواير قائلة: أن معظم النساء الحوامل يستطعن الحصول على حاجتهم اليومية من حمض الفوليك من الطعام ولا توجد حاجة لاستخدام المكملات الغذائية.

كما تقول أيضا: أنه ليس هناك مشكلة في الحصول على كمية عالية من الفيتامينات والمعادن من الطعام، فهي الطريقة الأكثر صحة والأكثر أمانا للحصول عليها، لكن يجب الانتباه إلى مقدار هذه الفيتامينات والمعادن الموجودة في المكملات الغذائية التي نضيفها إلى نظامنا الغذائي بشكل غير منظم.